أخبارالبرلمان

معاناة أرباب المواشي بإقليمي جرادة وفجيج ينقلها بوكطاية والشاية للبرلمان

يعيش كسابة جماعات إقليمي جرادة وفجيج حالة من الخوف بعد أن أصبح مصيرهم مرتبط بما تجود به السماء من أمطار تبدد قلقهم الذي يتنامى بشكل يومي في ظل استمرار الشح في التساقطات المطرية من جهة وضعف الدعم الحكومي لهم من جهة أخرى، الأمر الذي أثر بشكل سلبي على حياتهم المرتبطة أساسا بالنشاط الرعوي وتربية الماشية في غياب بديل إقتصادي حقيقي يخرج ساكنة هذه الربوع من حالة العوز والفقر الذي تعيشه غالبية ساكنة إقليمي جرادة وفجيج.

ويعيش مربي الماشية (الكسابة) بأقاليم فجيج وجرادة، معاناة يومية، خاصة في هاته الظرفية الجوية القاسية وطالب مهنيوا القطاع بضرورة التدخل المستعجل لدعم الكسابة وكل العاملين في قطاع تربية الماشية وإنقاد آلاف الأسر التي تعاني من مخلفات الجفاف في هاته المناطق الرعوية والإكراهات الإقتصادية بالإضافة الى مخلفات وباء كورونا.
وكثيرا ما نبهوا الحكومة إلى الأوضاع المزرية التي يعيشها قطاع تربية الماشية، والذي يعد المصدر الوحيد لعيش ساكنة بعض أقاليم الجهة الشرقية، مما يزيد من تعميق أزمتهم ويبرز حجم هشاشتهم.

مطالبين رئيسها أخنوش ووزير الفلاحة صديقي، بإعتماد برنامج استعجالي وفعال للحد من حدة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها ساكنة الجهة بشكل عام، ومربو الماشية على وجه الخصوص، في ظل تدني مستوى المعيشة، وارتفاع نسبة البطالة في صفوف المواطنين وعودة ظاهرة الهجرة السرية لشباب الجهة الشرقية…

وأبرز رضوان بوكطاية ممثل ساكنة جرادة وعضو لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، رفقة حميد الشاية ممثل ساكنة فجيج وعضو لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، (ساءل) وزير الفلاحة صديقي، عن وضعية الرحل من مربي الماشية بإقليمي جرادة وفجيج، الذين يعيشون أوضاعا اجتماعية قاسية بسبب تداعيات جائحة كورونا وتوالي سنوات الجفاف وارتفاع أثمان الأعلاف، الشيء الذي انعكس سلبا على قدراتهم في إنقاذ قطعانهم من المواشي.
وطالب البرلمانيان بجهة الشرق، الوزير المحترم، عن التدابير الاستعجالية لفائدة الكسابة الرحل بالمنطقة الشرقية التي من شأنها تخفيف معاناتهم في ظل أزمتي الجفاف والغلاء التي يعيشون على وقعها حاليا.
ويعيش كسابة إقليمي فجيج وجرادة من أوضاع مأساوية دفعت بالعديد من الأسر إلى طي خيامها بعد أن فقدت مورد رزقها المعتمد اصلا على تربية الماشية بسبب غلاء أثمنة الأعلاف، و…. واستقرت بهوامش المدن بعد أن تقطعت بها السبل رغم ما يشكله هذا الأمر من مشاكل تنضاف إلى معاناتها بعد أن تمركزت في دواوير على أطراف المدن تفتقد لمقومات العيش الكريم وحولها إلى مجرد رقم انتخابي يستعمل كل خمس سنوات، وبالرجوع إلى أوضاع هذه الشريحة المنسية التي تعاني مشاكل عديدة جعلتها خارج المعادلة التنموية وخارج الإهتمام الحكومي وخارج الرصد البرلماني اللهم بعض المبادرات المحتشمة الموسمية التي يعتبرها كسابة هذه الأقاليم مجرد عملية لذر الرماد في العيون لأنها وبكل بساطة لم تساهم في حل المشكل ولا في خلق توازن حقيقي يغني هؤلاء عن البحث عن بدائل تجني المدن نتائجها سلبا وليس إيجابا، فحتى برنامج التخفيف من آثار الجفاف الذي أطلقته وزارة الفلاحة والصيد البحري لم يتعد الدعم في حصص الشعير المدعم وحتى هذه العملية أصبحت متجاوزة بشكل كبير لأنها ليست دائمة ومسترسلة تغني الكسابة بالارتهان إلى تجار الأعلاف خاصة بعد تراجع أثمنة المواشي إلى مستويات متدنية لا تكفي حتى لتسديد ديون الكسابة فبالاحرى توفير لقمة عيش لأسرهم.

وصرح رضوان بوكطاية ل”الحدث الإفريقي” أنه “أصبح من الضروري- في ظل إستمرار هذا الواقع المر – إعتماد مقاربة جديدة في التعامل مع موجة الجفاف التي تضرب جماعات إقليمي جرادة وفجيج، بالقطع أولا مع ما هو سائد حاليا لأنه فشل في إخراج الكسابة من حالة الترقب التي يعيشونها، وثانيا بإنتاج حلول جذرية واقعية يلامسها الكساب على أرض الواقع وليس مجرد برامج على الورق، تعتمد أساسا على تأهيل المراعي تأهيلا حقيقيا باسترجاع المساحات التي تم اقتطاعها بسبب الحرث الجائر وحمايتها من الاستغلال العشوائي والتطبيق السليم للقانون رقم 113-13 المتعلق بالترحال الرعوي وتهيئة وتدبير المجالات الرعوية والمراعي الغابوية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.16.53 صادر في 19 رجب 1437 (27 أبريل 2016) والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 6466 بتاريخ 19 ماي 2016، والذي ستكون له آثار إيجابية إذا ما تم احترام بنوده بالشكل الصحيح وسيوفر لنا مراعي حية مأهلة لاستقبال مآت الآلاف من قطعان الماشية خاصة في المناطق التي تعاني نقصا حادا في التساقطات المطرية وفي توالي سنوات الجفاف وسيحد من الرعي الجائر الذي تمارسه أقلية على حساب غالبية الكسابة إضافة إلى اعتماد برنامج دائم ومستمر لدعم الكسابة وأسرهم التي تحتاج إلى التفاتة حقيقية هي الأخرى خاصة الأطفال في سن التمدرس الذين غابوا بسبب هذه الوضعية عن مقاعد الدراسة في الوقت الذي ينادي فيه الجميع بضرورة أن يحصل كل طفل على مقعد دراسي”، وأضاف برلماني حزب الأصالة والمعاصرة بأنه “آن الأوان لأن نعيد للكسابة بهذه الربوع ولكل ممتهني الكسب من صغار المربين على امتداد الوطن اعتبارهم والمكانة التي يستحقونها، فلا يكفي الإعتماد عليهم لتنشيط الدورة الاقتصادية في غياب الدعم الحكومي وعلى حساب أوضاعهم الاجتماعية التي تتفاقم يوما بعد آخر”.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button