الرجاء الرياضي يسقط أمام صن داونز في بريتوريا+ فيديو

مصطفى بوريابة- الحدث الإفريقي

شهد ملعب “لوفتوس فيرسفيلد” بمدينة بريتوريا مواجهة حامية بين الرجاء الرياضي المغربي ومضيفه ماميلودي صن داونز الجنوب إفريقي، ضمن الجولة الثالثة من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا. المباراة انتهت بفوز صن داونز بهدف نظيف، ليُثقل كاهل الرجاء الذي بات مطالباً بتحقيق نتائج إيجابية في الجولات المقبلة للحفاظ على حظوظه في التأهل.

مع انطلاق المباراة، بدا واضحاً أن الرجاء يسعى لاستغلال سرعة لاعبيه، حيث بدأ بمحاولات هجومية عبر انسلالات آدم النفاتي الذي شكل تهديداً في الدقيقة الـ19. على الجانب الآخر، أظهر صن داونز انضباطاً دفاعياً كبيراً، مما حال دون وصول الرجاء إلى مناطق الخطورة. في المقابل، كاد الفريق الجنوب إفريقي أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الـ27، إلا أن أنس الزنيتي كان في الموعد وتصدى لمحاولة خطيرة أبقت النتيجة على حالها.

الشوط الأول غلب عليه الطابع التكتيكي، حيث انحصر اللعب في وسط الميدان، مع شح واضح في الفرص من كلا الطرفين. الأرقام أظهرت أن صن داونز سيطر بشكل أفضل على الكرة، حيث استحوذ بنسبة 63% مقابل 37% للرجاء، ومرر لاعبوه 557 تمريرة بدقة بلغت 87%، مقابل 324 تمريرة فقط للرجاء، بدقة تمرير بلغت 79%. هذه السيطرة تعكس الفارق في التنظيم بين الفريقين، إذ ظهر صن داونز أكثر قدرة على بناء الهجمات والاستحواذ على الكرة، في حين عانى الرجاء من صعوبة الخروج بالكرة بشكل منظم.

مع بداية الشوط الثاني، واصل صن داونز ضغطه على دفاع الرجاء. حارس النسور أنس الزنيتي أنقذ مرماه مرة أخرى في الدقيقة الـ48 من تسديدة خطيرة، إلا أن الضغط المستمر أثمر هدف التقدم لصن داونز في الدقيقة الـ65 عبر اللاعب إكرام راينرز، بعد خطأ دفاعي مكلف من الرجاء.

الرجاء حاول الرد والعودة في المباراة، ونجح في تسجيل هدفين لكن الحكم ألغاهما بداعي التسلل، مما زاد من إحباط الفريق. هذا الرقم يعكس مشكلة تكتيكية كبيرة، حيث وقع لاعبو الرجاء في مصيدة التسلل سبع مرات خلال اللقاء، وهو رقم مرتفع يُظهر سوء التنسيق بين خط الوسط والمهاجمين.

إحصائيات المباراة أكدت الفارق الكبير بين الفريقين على المستوى الهجومي، إذ سدد صن داونز 10 كرات، منها 4 على المرمى، في حين لم يسدد الرجاء أي كرة بين القائمين والعارضة واكتفى بثلاث محاولات بعيدة عن الإطار. كذلك، استغل صن داونز الكرات الثابتة بشكل أفضل، حيث حصل على خمس ضربات ركنية مقابل ثلاث فقط للرجاء، دون أن يتمكن الأخير من استغلالها لتهديد مرمى الخصم.

دفاع الرجاء تحمل عبء المباراة، وارتكب لاعبوه 13 خطأً، وهو نفس عدد أخطاء لاعبي صن داونز، لكن الفريق المغربي حصل على ثلاث بطاقات صفراء مقابل اثنتين للفريق الجنوب إفريقي، ما يعكس حجم الضغط الذي واجهه النسور أمام الهجمات المنظمة لصن داونز.

خسارة الرجاء وضعته في موقف صعب للغاية داخل المجموعة الثانية، حيث يحتل المركز الأخير برصيد نقطة واحدة فقط، في حين يتصدر الجيش الملكي وصن داونز الترتيب برصيد 5 نقاط لكل منهما، يليهما مانييما بـ3 نقاط. هذا الترتيب يُعقد مهمة الرجاء في التأهل إلى الدور المقبل، خاصة وأن الفريق يحتاج إلى الفوز في مبارياته القادمة لتعويض النقاط المهدورة.

الهزيمة أيضاً أثارت العديد من التساؤلات حول خيارات المدرب ريكاردو سابينتو، الذي بدا عاجزاً عن إيجاد حلول تكتيكية لزيادة الفاعلية الهجومية للفريق. غياب الإبداع في الثلث الأخير من الملعب كان واضحاً، حيث افتقر الفريق لصانع ألعاب قادر على بناء الهجمات وخلق الفرص للمهاجمين.

على الجانب الآخر، أثبت صن داونز أنه من أقوى المرشحين للتتويج بالبطولة هذا الموسم، بفضل أدائه المنظم وقدرته على استغلال نقاط ضعف الخصوم. الفريق الجنوب إفريقي أظهر توازناً كبيراً بين الدفاع والهجوم، ما يجعله خصماً صعباً لأي فريق في المسابقة.

وفي الختام، فإن مباراة الرجاء وصن داونز لم تكن مجرد مواجهة رياضية، بل كانت اختباراً حقيقياً كشف عن نقاط القوة والضعف لدى الفريقين. الرجاء مطالب الآن بالعمل الجاد لإعادة ترتيب أوراقه، وتصحيح الأخطاء التي ظهرت في هذه المباراة. التحدي الأكبر أمام النسور في الفترة المقبلة هو استعادة الثقة وتحقيق الانتصارات التي تضمن لهم الاستمرار في المنافسة على الصعيد القاري.