الملتقى الدولي للفلاحة يسلط الضوء على الدور الاستراتيجي لتربية الأغنام والماعز

ابو محمد
أكد مشاركون في جلسة نقاش نظمت أمس الأربعاء بمدينة مكناس، ضمن فعاليات الدورة السابعة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (SIAM 2025)، على الدور الاستراتيجي الذي يلعبه قطاع تربية الأغنام والماعز في تحقيق التنمية الفلاحية المستدامة.
وشكل هذا اللقاء الهام منصة لخبراء دوليين ومسؤولين معنيين لتقييم واقع القطاع، وتسليط الضوء على قدرته العالية على التكيف والمرونة في مواجهة مختلف التحديات التي تواجهه، بالإضافة إلى إبراز المجالات الرئيسية للشراكة المهيكلة والتعاون المثمر بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية في هذا المجال الحيوي، خاصة فيما يتعلق بتقنيات التربية الحديثة، وتحسين السلالات المحلية، وتطوير برامج التكوين المهني المتخصصة.
وفي هذا السياق، شدد رئيس لجنة الموارد الوراثية الحيوانية في منظمة “FranceAgirMer” الفرنسية، السيد جان لوك شوفيل، على الأهمية القصوى لمواكبة التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع تربية الماعز، وتقديم دعم أكبر وموجه نحو تعزيز برامج التكوين المهني في مختلف المهن المرتبطة بتربية المواشي، والتي تغطي سلسلة القيمة بأكملها بدءًا من الإنتاج وصولًا إلى التسويق والتصنيع.
ودعا شوفيل إلى تجديد آليات التعاون الثنائي بين المغرب وفرنسا، بما يتجاوز النموذج التقليدي للعلاقات شمال-جنوب، ليصبح جزءًا من ديناميكية تعاون ثلاثي الأبعاد تشمل دول الشمال والجنوب فيما بينها، مع اعتبار المملكة المغربية كفاعل محوري وأساسي في هذا التعاون. كما دعا إلى إحداث مسارات تقنية مستدامة تساهم في تحقيق دخل مستقر لمربي المواشي وتضمن اندماجهم بشكل أفضل في النسيج الاقتصادي الوطني.
وفي نفس السياق، أعرب شوفيل عن ترحيبه الكبير بالتعاون الوثيق والقائم بين الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز في المغرب والهياكل والمنظمات الفرنسية المتخصصة في هذا المجال، ولا سيما الغرفة الإقليمية للفلاحة في منطقة أوفيرن-رون ألب ومنظمة “Races ovines des massifs”.
من جانبه، أوضح المدير العام للجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز (ANOC)، السيد سعيد شطيبي، أن من أبرز المهام الرئيسية التي تضطلع بها الجمعية هي تنظيم المهنيين العاملين في قطاع تربية الأغنام والماعز، وتزويدهم بكافة أشكال الدعم التقني اللازم لتطوير أنشطتهم، بالإضافة إلى إدارة وتنفيذ برامج تحسين السلالات المحلية، وذلك بتنسيق وتعاون وثيقين مع الوزارة الوصية على القطاع.
وفيما يتعلق بالنتائج التي تم تحقيقها على أرض الواقع، أشار السيد شطيبي إلى وجود تحسن ملحوظ في إنتاجية الوزن والعدد لدى الأغنام المغربية، فضلاً عن تحقيق انخفاض في مدة التسمين، مما يساهم في ربح عدد من الأيام يتراوح بين 20 و 24 يومًا حسب السلالة.
من جهته، سلط المدير السابق للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، السيد أحمد بن التهامي، الضوء على الدور الهام والحيوي الذي يضطلع به قطاع تربية المواشي من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية في المغرب. وأضاف أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قد قدمت دعمًا مستمرًا لهذا القطاع منذ استقلال المملكة من خلال إطلاق وتنفيذ العديد من البرامج التطويرية التي تهدف إلى دعم المربين، والعناية بالصحة الحيوانية، وتنظيم القطاع مهنيًا.
وأوضح بن التهامي أن فترات الجفاف التي شهدها المغرب في السنوات الأخيرة قد أثرت سلبًا على إنتاج القطاع، مؤكدًا في الوقت ذاته على قدرة القطاع على التكيف السريع والعودة إلى مستويات الإنتاج السابقة بفضل الجهود المبذولة. وأبرز أن قطاع تربية الأغنام والماعز يظل المصدر الأساسي لتلبية احتياجات السوق الوطنية من اللحوم الحمراء وأضاحي عيد الأضحى المبارك، وذلك بفضل الدعم المستمر الذي يقدمه الدولة والجهود المبذولة في مجال تحسين السلالات المحلية.
وتجدر الإشارة إلى أن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2025، الذي يقام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبمشاركة 1500 عارض يمثلون 70 دولة حول العالم، يعتبر موعدًا بارزًا لمناقشة السياسات الفلاحية وتبادل الخبرات، ومحطة هامة لتعزيز التبادل التجاري وتوطيد الشراكات الدولية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الحلول العملية للتحديات التي يواجهها قطاع الفلاحة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.