Hot eventsأخبارأخبار سريعةالعالمغير مصنف

مشروع القرن: واشنطن تقترب من دعم أنبوب الغاز المغربي-النيجيري وتعيد رسم خريطة الطاقة

في إفريقيافي خطوة استراتيجية قد تعيد رسم ملامح مشهد الطاقة في القارة الإفريقية،كشفت تقارير نيجيرية عن اقتراب الولايات المتحدة من اتخاذ قرار استثماري حاسم في مشروع أنبوب الغاز الضخم الذي سيربط نيجيريا بالمغرب عبر عدد من دول غرب إفريقيا. هذا المشروع الذي يوصف بـ”مشروع القرن”،قد يشكل نقطة تحول في مستقبل الطاقة داخل القارة وخارجها.

*أطول أنبوب غاز بحري في العالم*

المشروع الذي أعلن عنه رسميا سنة 2016 خلال زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى نيجيريا يهدف إلى إنشاء أنبوب غاز يمتد على آلاف الكيلومترات،مارا بما لا يقل عن 13 دولة إفريقية على طول الساحل الأطلسي.ومن المنتظر أن يكون من أطول خطوط الأنابيب البحرية عالميا ما يعزز طموح إفريقيا في أن تكون فاعلا رئيسيا في سوق الطاقة العالمية.

*واشنطن تدخل على الخط*

الاهتمام الأميركي بالمشروع خرج من إطار الترقب إلى إعلان النية الفعلية في الاستثمار.فقد أكد وزير المالية والاقتصاد النيجيري،والي إيدون عقب مشاركته في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن،أن الولايات المتحدة أعربت عن استعدادها للمساهمة في المشروع،معتبرة إياه استثمارا استراتيجيا يعزز أمن الطاقة ويدعم العلاقات مع الدول الإفريقية.

*رهانات جيوسياسية واقتصادية*

لا تنفصل هذه الخطوة عن المساعي الأميركية لتوسيع نفوذها في إفريقيا خصوصا في ظل التنافس الدولي على موارد القارة. كما ترى واشنطن في هذا المشروع فرصة لتقوية شراكاتها الطاقية مع أوروبا التي تسعى إلى تنويع مصادرها،في وقت تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية في مناطق عدة كأوروبا الشرقية والشرق الأوسط.

*دعم مغربي… وتباين مع مشاريع فاشلة*

الدعم المغربي المستمر لهذا المشروع يبرز التزاما سياسيا قويا ويعكس رؤية واضحة لتعزيز التعاون جنوب–جنوب، وتطوير شراكات رابح–رابح في المقابل،يكشف عن التباين الصارخ مع مشروع أنبوب الغاز نيجيريا–النيجر–الجزائر الذي تعثر بسبب تحديات أمنية وسياسية في ظل هشاشة الوضع في منطقة الساحل والتوترات الثنائية بين الدول المعنية.

*تحديات قائمة وآفاق واعدة*

ورغم التحديات المتعلقة بالبنية التحتية والمرور عبر مناطق متعددة ذات واقع اقتصادي وأمني معقد،فإن المشروع يحظى اليوم بثقة دولية متزايدة.التعاون الإقليمي والدعم الأمريكي المرتقب،يشكلان نقطة ارتكاز لتجاوز العقبات وتحقيق نقلة نوعية في قطاع الطاقة الإفريقي.

*إفريقيا في قلب معادلة الطاقة العالمية*

مع تزايد الطلب العالمي على الطاقة وارتفاع الحاجة إلى مصادر بديلة وآمنة،يضع مشروع أنبوب الغاز المغربي–النيجيري القارة الإفريقية في قلب خريطة الطاقة المستقبلية. وإذا ما تم إنجازه بنجاح سيسهم في تعزيز الاستقلال الطاقي للقارة وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة مع تحويل الدول المعنية من مستهلك إلى مصدر رئيسي للطاقة العالمية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button