Hot eventsأخبارأخبار سريعةالحكومةجهات المملكة

صلاة التراويح بين تعجيل الوزارة ورغبة المصلين في الخشوع

في زمنٍ تسوده السرعة في كل شيء، حتى في العبادات، يجد المصلون أنفسهم أمام قرارات وزارة الأوقاف التي تفرض على الأئمة قراءة بضع آيات فقط في صلاة التراويح، مع تسريع الركوع والسجود، وكأن الصلاة أصبحت سباقًا ضد الزمن. لا وقت للتدبر، ولا مجال للخشوع! وعلى المصلين أن يتكيفوا مع هذه “الصلاة السريعة” أو يختاروا الصلاة في بيوتهم.


● بين قرارات الوزارة وضيق الوقت

لم يكن مستغربًا أن يعبر بعض الأئمة عن استيائهم من هذه القيود، حتى إن أحدهم قال في رمضانٍ مضى قبل بدء صلاة التراويح: “من أراد الخشوع فليصلِّ في بيته! أما نحن هنا، فلا نخشع بل نصلي فقط!”.

أما الدروس الوعظية التي تسبق الصلاة، فقد فرض عليها سقف زمني لا يتجاوز 15 دقيقة! وهنا يقف الواعظ متوترًا، يراقب ساعته خوفًا من أن يتجاوز الحد، إذ إن أي تجاوز قد يؤدي إلى تقرير يُرفع للوزارة، وكأن بيوت الله باتت أماكن تُؤدى فيها العبادات وفق نظام صارم لا يسمح بأي مرونة.

● تناقض صارخ.. أين الأولوية؟

المفارقة أن هذه القيود تُفرض في المساجد بينما تُقام المهرجانات الغنائية بحرية مطلقة، تُخصص لها الساعات وتُمدد إن أراد الجمهور المزيد. أما في صلاة التراويح، فكل دقيقة محسوبة وكأن الأمر لا يتعلق بالعبادة، بل بمهمة يجب إنهاؤها بأسرع وقت ممكن!

● الأئمة بين المطرقة والسندان

لا تقتصر معاناة الأئمة على تسريع الصلاة فقط، بل يعانون أيضًا من ضعف التجهيزات الصوتية وضغط المصلين الذين لا يرغبون في تحويل الصلاة إلى مجرد طقوس شكلية بلا روح. فكيف يرتل الإمام القرآن بتأنٍ وهو يخشى أن يُعاقب إن أطال؟ وكيف يخشع في صلاته وهو مطالب بالإسراع كأنه في سباق؟

رغم هذه التحديات، يواصل الأئمة أداء دورهم بإخلاص، يؤمون المصلين ويقرؤون القرآن ويدعون الله أن يفرج عنهم هذا الضيق. فهل ستراجع الوزارة قراراتها، أم ستظل صلاة التراويح خاضعة لحسابات الوقت بدلًا من روح العبادة؟

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button