معرض الكتاب يحتفي بالباحث في الدراسات الأمازيغية عبد الله بونفور

تخليدًا لمسيرته العلمية والثقافية المتميزة، احتضن الرواق المشترك لمجلس الجالية المغربية بالخارج ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، أمس الأحد، لقاء تكريميًا للباحث القدير في الدراسات الأمازيغية، عبد الله بونفور.
وقد شهد هذا اللقاء حضورًا لافتًا لنخبة من الأكاديميين والمثقفين والمبدعين الذين استعرضوا جوانب هامة من مسيرة المحتفى به، مشيدين برؤيته الشمولية التي تخطت الحدود الجغرافية والثقافية، ومؤكدين على تأثيره العميق في الحقل الأكاديمي الأمازيغي وفي المشهد الثقافي المغربي بشكل عام.
وأجمع المتدخلون على الدور الرائد الذي لعبه بونفور في حفظ وتوثيق التراث الأمازيغي الغني والمتنوع، وذلك من خلال مؤلفاته وأبحاثه التي جمعت بين التحليل اللغوي العميق والدراسة الأدبية المستفيضة، مع إيلاء اهتمام خاص بالشعر الشعبي الأمازيغي الذي يعتبر جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية المغربية.
وفي كلمة مؤثرة تليت نيابة عنه، أشاد الباحث المرموق في اللسانيات، سالم شاكر، برؤية بونفور الواسعة والشاملة لقضايا الأمازيغية في منطقة شمال إفريقيا، مثمنًا دوره المحوري في العديد من مشاريع البحث والتدريس المشتركة التي جمعتهما على مدى نصف قرن من التعاون المثمر.
من جانبه، استعرض المعجمي القدير عبد الغني أبو العزم، الصديق المقرب لبونفور منذ عام 1960، في رسالة مؤثرة تلتها ابنته، جوانب من التوازن الفكري العميق الذي يتمتع به المحتفى به، وانفتاحه الموضوعي على مختلف اللغات والثقافات الأخرى، وخاصة اللغة العربية التي يكن لها تقديرًا خاصًا.
كما أشاد الأنثروبولوجي البارز محمد صغير جنجار بالوعي المبكر الذي أظهره بونفور بأهمية التعددية التخصصية في البحث العلمي، وتوسيع نطاق أبحاثه ليشمل مجالات السيميولوجيا والسيميائية، مما أضفى عمقًا وبعدًا جديدًا على دراساته. وبدوره، سلط الشاعر والكاتب المبدع حسن وهبي الضوء على المسار الأكاديمي والثقافي المتنوع للمحتفى به، الذي تنقل بين مختلف المدن والمؤسسات والبلدان والتخصصات المتعددة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على مركز فكري ثابت دون الانغلاق في اختيارات تقليدية.
جدير بالذكر أن عبد الله بونفور، الذي ازداد عام 1946، هو قامة علمية وأكاديمية مرموقة حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون الجديدة، وقد شغل منصب أستاذ فخري بمعهد اللغات والحضارات الشرقية بباريس. وساهم بونفور بشكل كبير في إثراء حقل الدراسات الأمازيغية من خلال مؤلفاته القيمة وأبحاثه الأكاديمية الرصينة التي تعتبر مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بالثقافة الأمازيغية.
وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتستمر فعالياتها من 18 إلى 27 أبريل الجاري بشراكة مع جهة الرباط-سلا-القنيطرة وولاية الجهة، تشهد مشاركة واسعة تصل إلى 756 عارضًا يمثلون 51 بلدًا، ويقدمون أكثر من 100 ألف عنوان في مختلف مجالات المعرفة والأجناس الأدبية. ويكرم المعرض في هذه الدورة إمارة الشارقة كضيف شرف ويحتفي بمغاربة العالم الذين يساهمون في إشعاع الهوية المغربية التعددية خارج الحدود.