المبادرة الوطنية تعزز التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة بتارودانت

دأبت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ انطلاقها، على إيلاء أهمية قصوى لمشاريع التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، وذلك من خلال برنامجها الثاني “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة”، الذي يهدف إلى إنشاء مراكز متخصصة لهذه الفئة.
وفي هذا الإطار، تم إنجاز وتأهيل وتجهيز المركز المندمج للترويض الطبي وتقويم الأعضاء بمدينة تارودانت، بتمويل إجمالي قدره 7 ملايين و200 ألف درهم، وذلك في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، برنامج “محاربة الهشاشة”.
ويأتي إحداث هذا المركز استمرارًا للدينامية التي أطلقتها المبادرة الوطنية لتحسين مستوى عيش الأشخاص في وضعية هشة ودعم الساكنة في وضعية صعبة، من خلال تعزيز الولوج إلى الخدمات الصحية المتخصصة في التكفل بالمرضى الذين يعانون من اضطرابات حسية وحركية، وتسهيل إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة في المنظومة التربوية والنسيج الجمعوي والحياة المهنية.
ويهدف المركز المندمج للترويض الطبي وتقويم الأعضاء إلى توفير خدمات قريبة ومتكاملة للتكفل بالإعاقات المتعلقة بالجهاز العصبي والبنية العضلية، حيث يقدم للمرضى خدمات الفحص والتشخيص وعلاج التشوهات (للأطفال والبالغين)، والتقويم والترويض الطبي، والتكفل الوظيفي باضطرابات النطق والبصر والعظام والحركية النفسية.
ويضم المركز وحدات متخصصة تشمل وحدة تقويم الأعضاء، ووحدة لتقويم النطق، ووحدة لتقويم البصر، ووحدة الترويض الطبي، ووحدة الترويض النفسي والحركي، ووحدة الترويض بالعمل، ووحدة للمساعدة الاجتماعية، وقاعة للاستكشاف، بالإضافة إلى قاعة متعددة الاستعمالات.
ويتميز المركز بقدرته على إنجاز وتصميم آلات ملائمة لتقويم العظام، مما يشكل مكسبًا هامًا للأشخاص المصابين بضعف وظيفي أو حركي في إقليم تارودانت والأقاليم المجاورة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت نعيمة دريعة، إطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تارودانت، أن إنشاء وتجهيز هذا المركز يندرج في إطار المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويهدف إلى تعزيز العرض الصحي الخاص بهذه الفئة من المرضى على مستوى الإقليم.
وأضافت أن تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتعاون مع المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بتارودانت، ساهم في إحداث هذا المركز وتجهيزه بالمعدات واللوازم الطبية الضرورية، مما ساهم في تخفيف الضغط على هذه التخصصات والتخفيف من معاناة المستفيدين وذويهم، وذلك تحت إشراف طاقم طبي وصحي يتكون من 21 فردًا.
ويهدف هذا المشروع، الذي سيستفيد من خدماته سكان إقليم تارودانت وبعض الجماعات بالأقاليم المجاورة، إلى تحسين ظروف استقبال المرضى والرفع من جودة الخدمات المقدمة لهم، والتخفيف من معاناتهم ومعاناة ذويهم، بالإضافة إلى تقليص عوامل العزلة الاجتماعية الناتجة عن صعوبات النطق والبصر والاضطرابات الحركية.