سانشيز يشيد بدعم المغرب وفرنسا خلال أزمة انقطاع الكهرباء

في لحظة حاسمة، تدخل كل من المغرب وفرنسا لمساندة إسبانيا في واحدة من أكبر أزمات انقطاع الكهرباء التي شهدتها البلاد،مما دفع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى التعبير عن “تقديره العميق للتضامن السريع والفعال” الذي أبداه البلدان الجاران.
وقال سانشيز في مؤتمر صحفي:
“ما قامت به المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية ليس فقط دعما فنيا ، بل هو تعبير حقيقي عن التضامن الإقليمي. نشكرهما على مساهمتهما في إعادة التيار إلى الملايين من المواطنين الإسبان في وقت قياسي.”
وأضاف أن هذه الأزمة أبرزت أهمية الربط الكهربائي العابر للحدود ودوره في ضمان استمرارية الخدمات الأساسية خلال الطوارئ،مشيرا إلى أن هذه التجربة قد تعزز مستقبلا مشاريع الربط الجديدة بين الدول المتوسطية.
وكانت شركة “ريد إليكتريكا” الحكومية قد أعلنت عن انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة من البلاد شملت كتالونيا-أراغون-بلاد الباسك-غاليسيا-أستورياس-نافارا-قشتالة وليون-إكستريمادورا والأندلس، مشيرة إلى أن التيار عاد تدريجيا بفضل دعم من الشبكات الفرنسية والمغربية.
*الربط الطاقي بين المغرب وإسبانيا: علاقة استراتيجية*
العلاقات الطاقية بين المغرب وإسبانيا ليست وليدة اللحظة،بل هي نتاج تعاون استراتيجي يمتد لعقود. يمتلك البلدان ربطا كهربائيا مزدوجا عبر مضيق جبل طارق،بقدرة إجمالية تبلغ نحو 1400 ميغاواط ما يتيح تبادل الكهرباء في الاتجاهين،حسب الحاجة وظروف السوق.
وقد سمح هذا الربط للمغرب أحيانا بتصدير فائض إنتاجه،خصوصا من الطاقات المتجددة إلى إسبانيا.كما أن هناك مشاريع مستقبلية قيد الدراسة لتعزيز هذا الربط وزيادة طاقته،في ظل الطموحات الأوروبية بالانتقال إلى طاقات أنظف وأكثر استدامة.
وتعتبر المملكة المغربية من بين الدول الإفريقية الرائدة في إنتاج الطاقة النظيفة،إذ تستثمر بكثافة في الطاقة الشمسية والريحية، ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى جعل البلاد مركزا إقليميا للطاقة الخضراء.