
- محمد الضو السراج
ليلة أمس الخميس قام الرئيس الموريتاني بإعفاء كل من قائد أركان الجيش والمفتش العام للقوات المسلحة، وقائد الدرك الوطني ومدير عام الاستخبارات الخارجية،في ضربة واحدة! ربما عقابا لهم على تهاون في القيام بواجبهم، بعد أن توغل عدد من الجنود والضباط الجزائريين في الأراضي الموريتانية عشرات الكيلومترات .
فهل كان النظام العسكري الجزائري يخطط للانقلاب على الرئيس محمد ولد الغزواني، بعد أن فشلت في اقناعه بغلق معبر الكركرات والانسحاب من انبوب الغاز وطريق الساحل والانضمام لتكتل مغاربي جديد تقوده الجزائر من أجل المغرب؟
عاش النظام الجزائري رعبا حقيقيا وتوجسا بعد التطور المفاجئ في العلاقات بين المغرب و موريتانيا التي تتجه اليوم إلى أن تستعيد كامل عافيتها لاول مرة منذ فترة الحسن الثاني و المختار ولد داده في السبعينيات من القرن الماضي.
هذا التوجس تحول الى قلق وجودي مع الزيارة الخاصة التي قام بها ولد الغزواني للمغرب، وكان الرد المباشر عليها في حينه هو دخول قوات جزائرية داخل التراب الموريتاني دون تنسيق مسبق مع الجيش الموريتاني.
في السبعينيات لم يدم شهر العسل طويلا بين المغرب وجارته الجنوبية، لأن الجزائر نظمت انقلابا ضد المختار ولد داده، بعد فشل كل محاولات عديدة لثنيه عن التعاون مع المغرب، وهاهي اليوم تحاول تكرار السيناريو نفسه في ظروف مختلفة تماما إقليميا وقاريا وجيو سياسيا.
و يصادف إعفاء المسؤولين العسكريين في موريتانيا، تكرار عمليات اختراق جزائري للحدود المغربية، مرة من طرف عسكريين شمال منطقة النزاع و تعامل معها المغرب بهدوء، ومرة ثانية بعد بيومين من حيث تم الاختراق من طرف مدنيين وهذه المرة قرب جدار الدفاع المغربي فتم قصفهم كما تقتضي العادة.
كل هذه التطورات تزيد من فرضية بحث الجزائر عن استفزاز المغرب لجره الى حرب جزئية وتكرار سيناريو حرب الرمال ينقذها من الازمة السياسية الخانقة التي تعيشها وعدم الاستقرار في ظل تؤثران اجتماعية، أو تنظيم انقلاب في موريتانيا بهدف وقف المغرب عن متابعة مشاريعه في افريقيا ،وكأن موريتانيا أرض مستباحة للجيش الجزائري يفعل فيها ما يشاء.
يحدث هذا في حين يخطط المغرب لولادة تكتل جديد إسمه 3+3، يضم المغرب و موريتانا و السينغال من افريقيا مع البرتغال و اسبانيا و فرنسا، من اوروبا كبديل عن تكتل 5+5 الذي كان من المفترض أن يجمع دول المغرب الكبير مع دول أروبية، أفشلته الجزائر.
وفي هذا السياق استقبل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة وزيرة خارجية السينغال مع رسالة خطية من رئيسها مباشرة بعد زيارة ولد الغزواني الخاصة للمملكة.