محمد عبد الرحمان برادة.. “وضعية الصحافة ليست بخير… والحكومة تتراجع عن المكتسبات”

في مداخلة لافتة خلال الجلسة الافتتاحية للندوة الوطنية التي تنظمها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، أطلق الإعلامي والكاتب محمد عبد الرحمان برادة تحذيرًا صريحًا حول واقع الصحافة المغربية، قائلاً: “وضعية الصحافة ليست بخير”، وهي عبارة موجزة تلخّص عمق الأزمة التي يعيشها القطاع اليوم.
وأكد برادة، الرئيس المدير العام السابق لمجموعة “سبريس”، أن الصحافة المغربية تمرّ بمرحلة تدهور غير مسبوق، تتجلى في تراجع حرية التعبير، أزمات مالية خانقة تواجهها المؤسسات الصحفية، وانخفاض حاد في منسوب ثقة الجمهور بالإعلام. وقال إن هذه العوامل مجتمعة جعلت الصحافة غير قادرة على أداء وظائفها التنويرية والنقدية كما ينبغي.
– انتقاد لاذع للجنة المؤقتة وتراجع عن التنظيم الذاتي
وفي معرض حديثه، وجّه برادة انتقادات حادة للحكومة على خلفية إحداث اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، واصفًا هذه الخطوة بأنها “تراجع خطير عن المكتسبات التنظيمية والدستورية للمهنة”. وأوضح أن الصحافيين كانوا يعوّلون على المجلس الوطني للصحافة ليشكل إطارًا ديمقراطيًا لتنظيم القطاع، إلا أن التجربة تحولت إلى “خيبة أمل” بفعل ما وصفه بـ”التمديد غير الدستوري وغير القانوني” لولاية أعضائه.
وأكد برادة أن إحداث اللجنة المؤقتة بموجب القانون رقم 23.15 يمثّل خرقًا لمبدأ التنظيم الذاتي المنصوص عليه في دستور المملكة، مشددًا على أن “تنظيم القطاع يجب أن يكون من مسؤولية المهنيين، كما هو الشأن في مهن حرة أخرى كالمحاماة والطب”.
– أزمة ثقة وتراجع الحريات
وسلط برادة الضوء على أزمة ثقة حقيقية بين الصحافة والجمهور، مشيرًا إلى أن السياسات الحالية لا تساهم في ترميم هذه العلاقة، بل تزيد من هشاشتها. وأكد أن إنقاذ الصحافة من أزمتها يتطلب إرادة سياسية واضحة، واستقلالية حقيقية، وإصلاحات جذرية تعيد الاعتبار لدورها المجتمعي.
يُشار إلى أن هذه المداخلة جاءت ضمن الدرس الافتتاحي للندوة الوطنية “الصحافة المغربية: الأزمة الوجودية وسبل الإنقاذ”، التي تنظمها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، اليوم السبت 12 أبريل 2025، في العاصمة الرباط، بمشاركة نخبة من الصحفيين، والسياسيين، والخبراء.