عقدت الهيئة الوطنية للأطر التحضيرية، زوال يوم الإثنين 18 دجنبر 2023، اجتماعها الثاني للتداول بشأن التنزيل الفعلي لرزنامة الإجراءات والتدابير التأسيسية للمشروع التنظيمي والفكري لحزب البديل الاجتماعي الديمقراطي، مواصلة لبرنامج عملها التحضيري المصادق عليه ضمن خلاصات اجتماعها الأول، المنعقد بالرباط يوم الاثنين 04 دجنبر 2023، تحت شعار: “من أجل بناء حزب يساري حداثي ديمقراطي متجدد يسع الجميع”، وهو المشروع الذي جاء كتتويج لتلاقي إرادات ومسارات نضالية لنخبة من المناضلين(ات) اليساريين(ات)، تجسد عبر لقاءات عمل تشاوري ومساهمات ومداولات فكرية ولجان عمل وتوثيق، امتدت لما يقارب السنتين، أفضت إلى تشكيل هيئة وطنية للأطر التحضيرية.
وبذلك فإن المشروع يقول بلاغ هذا المشروع السياسي، يأتي كجواب عن حاجة مجتمعية لتنظيم سياسي من طراز جديد؛ حزب حامل لطموحات نخبة شابة مجددة ومخضرمة من مناضلات ومناضلي اليسار المغربي ومن العديد من الديناميات الاجتماعية الحية غير المنتظمة في هيئات حزبية، حاملة لقيم الوطنية والحداثة والديمقراطية بخلفية نضالية اجتماعية قوية وبرؤية استشرافية دامجة وإشراكية لكل الطاقات والمسارات النضالية والفكرية والمدنية الجديدة.
ويضيف ذات البلاغ، أن فكرة مشروع الحزب تمخضت عن تجربة النقاش والحوار والتداول بين العديد من التيارات الفكرية والنضالية الطامحة للمساهمة باجتهاداتها النظرية وبتميز عرضها السياسي النوعي وبأسوب عملها التأطيري، التنظيمي والتواصلي المتقدم في الحياة العامة بشكل منظم، فكرة مشروع مميز، متمثل في تأسيس هيئة سياسية بفكر مجدد وبعرض سياسي طموح واستشرافي مستجيب لتطلعات وانتظارات فئات واسعة من مجتمعنا المغربي العزيز. وعلى هذا الأساس، خلصت القناعات وتجسدت التوافقات داعية للتفكير في تأسيس البديل الاجتماعي الديمقراطي في قالبحزب يساري من طراز جديد، معتز بالرصيد الحضاري للأمة المغربية العريقة، وينهل من المحتوى التقدمي لمنظومة القيم الوطنية الناظمة للحمة ووحدة الهوية المغربية في غنى روافدها وتعدد مكوناتها الثقافية والفنية والمعرفية والعلمية.
وهو حزب منخرط يؤكد البلاغ، بقوة في عهده الرقمي فكرا وأسلوبا ورؤية وتدبيرا، حزب ينشد آفاق مجتمع المعرفة والحريات والمواطنة الإشراكية والمبادرات الإبداعية المؤسسة لنموذج الحزب الرقمي، بفكر وخطاب يمتحان من عبقرية المجتمع المغربي ومن مكتسبات التطور التكنولوجي للإنسانية، حزب يروم المساهمة في تعزيز المكتسبات الاقتصادية والخيارات الاستراتيجية للدولة المغربية بقيادة المؤسسة الملكية نحو بناء الدولة الاجتماعية الحاضنة لكل أبنائها في الداخل والخارج، وفي كنف النموذج التنموي المأمول نحو مدارج التقدم الحضاري والتطور المتعدد الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، ونحو الارتقاء ضمن ركب الدولة الناهضة التي تجعل من مؤهلاتها الطبيعية والبشرية وإمكانياتها الاقتصادية ورأسمالها اللامادي مرتكزات قوية لتحقيق النهضة والرفاه والعدالة الاجتماعية والمجالية.
وتأسيسا على ما سلف، يضيف نفس البلاغ، يروم البديل الاجتماعي الديمقراطي من خلال مشروعه السياسي المتعدد الأبعاد، أن يتيح للأجيال الشابة والمخضرمة من مختلف مكونات المجتمع ذات النزعة الاجتماعية، والمسارات النضالية المنتصرة لليسار الاجتماعي الديمقراطي، وحلفائه في الديناميات والحركات الاجتماعية القطاعية والفئوية، إمكانية التواجد المنظم، من خلال فضاءات التأطير المعقلن ووسائط التواصل الحديثة والناجعة، ضمن إطار سياسي “يساري حداثي ديمقراطي متجدد يسع الجميع” يؤمن ويضمن عبر الآليات القانونية والتنظيمية، تعايش التيارات في إطار مبدأ الديمقراطية التداولية، كما يقر ويرسي مفهوما جديدا للقيادة الجماعية وفقا لمبادئ التمثيلية الداخلية القائمة على الكفاءة والتنافس الديمقراطي بين المشاريع وتنفيذ المهام وبلورة الأفكار وتقديم البدائل والقطع مع الريع الحزبي وصراع الذوات والزعامات.
وتلخيصا لكل ما سبق، يتغيى حزب البديل الاجتماعي الديمقراطي تقديم عرضه السياسي المجدد كمبادرة مواطنة ووطنية برؤية عقلانية وتواصلية تفاعلية مع مجموع القوى اليسارية الديمقراطية والوطنية الحية، التواقة للتغيير والتطوير، وكمجهود فكري وتنظيمي وأسلوب عمل مبتكر للفعل السياسي الحزبي المستقبلي، بمعانيه الفلسفية المؤسسة والحديثة، وغاياته المجتمعية النبيلة، باعتبار الماهية الدستورية للحزب السياسي تكمن بالأساس في التأطير والتنشئة والتربية على المواطنة والمشاركة الإيجابية للمواطنات وللمواطنين في الحياة العامة، بما يعزز الخيار الديمقراطي ببلادنا ويخدم المصالح العليا للوطن في الداخل والخارج، تأكيدا وتجسيدا لشعار المملكة الثابت الله الوطن الملك.
وختاما، تداولت الهيئة الوطنية للأطر التحضيرية في مجمل المقترحات المقدمة من طرف منسقي المنتديات الوطنية المتمثلة في: المنتدى السياسي والتنظيمي ومنتدى القوانين والعلاقات العامة ومنتدى التدبير المالي واللوجستيكي، وخلصت أشغال اللقاء إلى اعتماد المقررات التالية:
1 – المصادقة على التصور السياسي التنظيمي، والمالي اللوجيستي والقانوني والتواصلي للبناء التأسيسي لحزب البديل الاجتماعي الديمقراطي؛
2 – البث والمصادقة على رزنامة التدابير المؤطرة لعمليات التشاور والحوار المفتوحة مع الفعاليات والأطر الملتحقة بمشروع البديل الاجتماعي الديمقراطي وطنيا، جهويا ومحليا؛
3 – اعتماد المقاربة والدعامات التواصلية المواكبة لمرحلة التأسيس، ومنها المنصة الرقمية المخصصة لتلقي طلبات الالتحاق ومعالجة بيانات العضوات المؤسسات والأعضاء المؤسسين، المنخرطين(ات) الجدد والداعمين(ات) للمشروع؛
4 – اعتماد مشروع خطاطة تنظيمية خاصة باللجنة التحضيرية الوطنية وممثليها (اتها) عبر الجهات والجماعات الترابية ومع مغاربة العالم؛5 – اعتماد رزنامة المواعيد التنظيمية والتواصلية التأسيسية التي ستشرف عليها وتؤطرها الهيئة الوطنية للأطر التحضيرية خلال ال90 يوما المقبلة، بدءا بالندوة الصحفية التي ستخصص لإطلاع الرأي العام الوطني على الخطوط العريضة لمشاريع وثائق البديل الاجتماعي الديمقراطي، مرورا بتنظيم الندوة الوطنية للأطر، ووصولا إلى المؤتمر الوطني التأسيسي.