كنيس “كاهال” التاريخي في أصيلة يستعيد رونقه بعد عقود من الإهمال

في قلب حي الملاح بمدينة أصيلة المغربية، استعاد كنيس “كاهال” الذي يعود تاريخه إلى قرون، رونقه بعد عقود من الإهمال.
بعد ترميم دقيق ومتفانٍ، أصبح الكنيس مكانًا ذا أهمية تاريخية وروحية للجالية اليهودية في طنجة. وقد ساهمت أعمال الترميم التي قادها آرون أبيكزر وسونيا كوهين توليدانو في استعادة ليس فقط المبنى، ولكن أيضًا الأشياء الدينية والتقاليد المرتبطة به.
بُني المبنى عام 1824، وتُرك مهجورًا قبل أن تتولى الجالية اليهودية في طنجة ترميمه عام 2022. وبمساعدة سكان أصيلة، تم استخدام رسومات قديمة لإعادة الكنيس إلى حالته الأصلية، بما في ذلك المقاعد ومنبر خشبي يسمى “تيبا”، حيث تُقرأ التوراة. كما يضم الكنيس مجموعة قيمة من الأشياء والصور العائلية، تشهد على التاريخ اليهودي الغني للمدينة.
شملت أعمال الترميم أيضًا “الميكفاه”، وهو حمام طقسي للتطهير، والمقبرة اليهودية المطلة على البحر والتي تضم قبور العائلات اليهودية في المنطقة. وبفضل جهود الجالية، تم تسجيل هذه الأماكن في التراث المغربي عام 2025.
يعتبر كنيس “كاهال” ومنشآته اليوم موقعًا سياحيًا شهيرًا، يجسد صمود التراث اليهودي المغربي والالتزام بالحفاظ على التقاليد العريقة، حتى في وقت تضاءل فيه عدد السكان اليهود في المغرب بشكل كبير.