رقمنة الإدارة العمومية إسهاما في تسريع التنمية ببركان
افتتحت ببركان فعاليات الدورة الثانية لمنتدى المجتمع الرقمي، الذي نظمته جمعية التطوير الرقمي تحت شعار “الرقمنة في خدمة المواطن”، وتروم هذه التظاهرة الرقمية، المنظمة على مدى ثلاثة أيام، بشراكة مع عمالة إقليم بركان، والمجلس الإقليمي والمجالس الجماعية ببركان، تعزيز مبدأ التحول الرقمي داخل الإدارة العمومية عبر تنزيل المستجدات القانونية، التي وردت في سياق تحديث الإدارة وتبسيط مساطرها في أفق تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأكد معاذ الجامعي والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، خلال كلمته على أهمية التحول الرقمي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى انخراط المغرب في هذا المجال، لاسيما في ظل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى ضرورة الاستفادة مما توفره تكنولوجيا المعلومات للإسراع بتحقيق أهداف التنمية المنشودة. وأشار الجامعي، إلى مشاريع يتضمنها التصميم الجهوي لإعداد التراب لجهة الشرق، والتي تصب في هذا الاتجاه، وتنسجم مع محددات النموذج التنموي الجديد الذي حدد الرقمنة كرافعة حقيقية للتغيير والتنمية، خاصة بعد الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد-19، مشيرا أيضا إلى الاتفاقية الموقعة مؤخرا على هامش المناظرة الجهوية حول التعليم العالي والتي تروم تطوير برنامج للتدريب والإدماج في المهن الرقمية بالجهة.
من جهته، أكد علي حبوها عامل إقليم بركان، بأن فعاليات هذا المنتدى، تأتي لمواكبة التحولات التي يعرفها المغرب في مجال الرقمنة، والتي تروم بالأساس، تطوير الأداء الإداري من خلال توظيف التكنولوجيات الحديثة وتعميم الإدارة الإلكترونية. وأبرز حبوها، مختلف المشاريع والإنجازات التي عرفها إقليم بركان في مجال الرقمنة، مشيرا في هذا الصدد، إلى إحداث أول ملحقة إدارية رقمية كتجربة رائدة في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمرتفقين، وإدارة تعتمد على البريد الإلكتروني، وكذا الترابط الرقمي مع عدد من الجماعات والإدارات العمومية.
بدورها، أكدت رئيسة جمعية التطوير الرقمي إلهام فكري، على أهمية هذه التظاهرة بالنظر لما يعرفه المجتمع اليوم من دينامية في مجال الرقمنة، مشيرة، في هذا الصدد، إلى مواكبة المغرب لهذا التطور وانخراطه في هذا الورش من خلال ترسانة قانونية تؤكد على ضرورة تبسيط المساطر الإدارية، وتحسين أداء الإدارة باعتماد الرقمنة، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى ضرورة توظيف التكنولوجيات الحديثة وتعميم الإدارة الإلكترونية.
وعرفت هذه الدورة، التي تميزت جلستها الافتتاحية أيضا بإطلاق بوابتين إلكترونيتين “النافذة الإقليمية للمواطن” و”إشعارات المواطن” ترومان إشراك المواطن في العناية بمجاله الترابي، تنظيم ورشات وندوات مرتبطة بشكل مباشر بموضوع الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية، وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء في المجال.
كما عرف هذا المنتدى، بالإضافة إلى معرض رقمي لمجموعة من العارضين بجهة الشرق، تنظيم “هاكاثون” ملتقى الابداع الرقمي في نسخته الأولى، الذي سيجمع الشباب حاملي الأفكار والمشاريع من جميع أنحاء المملكة، لبلورة أفكارهم ومشاريعهم وتطويرها تحت إشراف مدربين متخصصين في مجال المصاحبة المقاولاتية وريادة الأعمال.
وتم على هامش هذه الدورة توقيع عدة اتفاقيات شراكة وتعاون في مجالات تهم، بالأساس، دعم الرقمنة والابتكار والتنافسية الصناعية بالإقليم. ووقعت غرفة التجارة والصناعة والخدمات والسياحة (المغرب – رومانيا)، والمجلس الإقليمي وعمالة بركان، اتفاقية شراكة تهدف إلى تطوير التنافسية الصناعية بالإقليم، من خلال عرض صناعي ملائم.
ووقع المجلس الإقليمي وعمالة بركان، أيضا، اتفاقية إطار شراكة، مع مؤسسة “تمكين”، تروم تطوير التعاون المستدام والالتزام بالمساهمة في تحسين جودة التعليم، وكذا تعزيز استعمال الأنظمة الرقمية على مستوى المؤسسات التعليمية.
كما وقعت عمالة الإقليم والمجلس الإقليمي والجامعة الدولية للرباط، اتفاقية شراكة، بهدف وضع إطار عام مرجعي للتعاون والشراكة بين المجلس والجامعة للاستفادة من الإمكانيات المتوفرة لديهما، وتبادل الخبرات والمعطيات وكذا الدراسات والأبحاث وتسخيرها لخدمة التنمية المحلية بالإقليم.
وأوضح مدير الابتكار والإبداع بالجامعة الدولية بالرباط محسن بويا، أن هذه الاتفاقية تهدف إلى تكوين الأطر، وإقامة أول مختبر تصنيع (فاب لاب) يروم على الخصوص اقتراح الحلول التكنولوجية والرقي بمجال الرقمنة، وأن هذا المختبر، الذي سيكون معتمدا من طرف جامعة “إيمايتي” الأمريكية، ويستجيب لجميع متطلباتها، سيكون مفتوحا أمام عموم المبتكرين والمبدعين.
وأكد رئيس المجلس الإقليمي لبركان، محمد جلول، على أهمية هذه الاتفاقيات التي تتوخى، بالأساس، مواكبة الاحتضان الرقمي بمركز احتضان المقاولات الناشئة والابتكار الصناعي، وكذا المساهمة في تحسين التكوينات المقدمة في هذا المجال. وقال إن المنتدى سيتوج بانطلاقة حدث يهم حاملي المشاريع في مجال الرقمنة، مشيرا إلى أن عمالة الإقليم أصبحت معروفة على الصعيد الوطني بالريادة في مجال الرقمنة بفضل المجهودات التي تقوم بها جميع أطقم الأنظمة المعلوماتية بالعمالة وبالجماعات الترابية التابعة لها. واعتبر أن الرقمنة لم تعد مجالا للترف بل وسيلة ضرورية في الحياة، آملاً أن يرقى المنتدى ليصبح تظاهرة وطنية تُنظم كل عام في مدينة بركان.
و تم بمناسبة هذا المنتدى، الذي حضر فعالياته، على الخصوص، عامل إقليم بركان، وماريا سيوبانو سفيرة رومانيا بالمغرب، وشونغ كيونغ سفير كوريا بالرباط، ومحمد امباركي مدير وكالة تنمية الشرق، توقيع اتفاقية شراكة بين المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية والمجلس الإقليمي وعمالة بركان؛ بهدف دعم الجماعات الترابية بالإقليم، وعرض حصيلة المشاريع المبتكرة في إطار التعاون الدولي وخاصة التعاون جنوب – جنوب.
ويرتقب أن تعقد مدينتا بركان ودارمشتات الألمانية، قريبا، اتفاقية توأمة وتعاون بينهما في مجال المعلوميات والرقمنة. حيث سيتم في غضون الأسابيع المقبلة، التحضير لأرضية اشتغال مشتركة بين الطرفين، من أجل بلورة اتفاقية توأمة بين المدينتين، من شأنها تعزيز علاقات التعاون بين المغرب وألمانيا، لاسيما مجال الرقمنة الذي يعد نقطة مشتركة بين المدينتين، اعتبارا لكون دارمشتات الألمانية مدينة نموذجية في المجال، فيما فتحت مدينة بركان آفاقا واعدة نحو رقمنة مؤسساتها.
وتعد مدينة دارمشتات مدينة رقمية بامتياز، وتتوفر على طرق وممرات ذكية، وصناديق قمامة وأضواء شوارع ذكية أيضا، فضلا عن توفرها على طوارئ ذكية.. وتسير مدينة بركان على نهج التجربة الألمانية في مجال الرقمنة بالمؤسسات، وذلك بعد تدشينها مؤخرا أول ملحقة إدارية “ذكية”، تقدم خدمات رقمية، كما تم ببركان اعتماد تسجيل المعطيات لدى أعوان السلطة و”المقدمين” بألواح إلكترونية. واعتمدت في المجال الفلاحي الذي يعتبر المحرك الاقتصادي الأول بالاقليم، طائرة بدون طيار لأول مرة في مجال السقي بشكل ذكي يمَكن من زيادة أو تقليص كميات المياه في مناطق معينة، القيام بمعالجات محددة، ناهيك عن اعتماد الدرون في مراقبة التعمير.
ويروم المنتدى الثاني للمجتمع الرقمي، تعزيز مبدأ التحول الرقمي داخل الإدارة العمومية، عبر تنزيل المستجدات القانونية ذات الصلة، وتبسيط المساطر بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين. وعرفت هذه التظاهرة الرقمية، تنظيم مجموعة من الورشات والندوات ذات الصلة بموضوع الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، والمدن الذكية، وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء في المجال. وتميزت هذه الدورة، إضافة إلى إقامة معرض رقمي، بتنظيم “هاكاثون” ملتقى الإبداع الرقمي، الذي يجمع الشباب حاملي الأفكار والمشاريع من جميع أنحاء المملكة، لبلورة أفكارهم ومشاريعهم وتطويرها تحت إشراف مدربين وخبراء متخصصين في مجال المصاحبة المقاولاتية وريادة الأعمال.