قصص و شخصيات

ثامن عشر رمضان: عندما أسس السعديون لأول اعتراف رسمي في العالم بهولندا

تدل الوثيقة النادرة التي بين أيدينا اليوم على عراقة العلاقات المغربية الهولندية، حيث تمتد إلى زمن السعديين قبل نحو 420 سنة، فالوثيقة عبارة عن رسالة مؤرخة في 27 يناير 1606 م، الذي وافق يوم 18 رمضان 1014 هـ، وقد أرسلها السلطان أبو فارس السعدي إلى الحاكم العام لجميع مقاطعات هولندا وقتئذ “موريس دو ناسو”، وفيها يجيبه السلطان على ما يبدو على رسالة سبقت من الحاكم الهولندي عارضا صداقته على السلطان المغربي، فيخبره هذا الأخير بقبول صداقته، وتثمينه لما جاء في رسالته من توقير واحترام للسلطان، وبترحيبه بالزوار الهولنديين القادمين إلى المغرب، سواء كانوا من خاصة الأمير الهولندي أو من التجار والرعايا.

وكانت هولندا، أو مملكة الأراضي المنخفضة، تعرف سابقا باسم جمهورية الأقاليم السبعة المتحدة، ويشار إليها في الأدبيات المغربية القديمة باسم “الإسطادوس”، تأسست سنة 1579م، لتصبح واحدة من أهم القوى السياسية والاقتصادية في أوروبا خلال تلك الفترة،  وولم تمض سوى سنوات قليلة على رسالة السلطان أبي فارس، حتى كان المغرب أول دولة تعترف بهولندا بشكل رسمي، كان ذلك في عام 1609م، حينما أرسلت المملكة المغربية في عهد السعديين سفيرها الأول إلى لاهاي، مما مثل خطوة دبلوماسية ذات أبعاد استراتيجية.

في العام التالي، أي في 24 ديسمبر 1610م، تم توقيع أول اتفاقية صداقة بين البلدين في لاهاي، وهي الاتفاقية التي أسست لعلاقات متينة على المستويات التجارية والعسكرية والدبلوماسية، ومهدت الطريق لعقود من التعاون الوثيق بين هولندا والمغرب.

وجدير بالذكر أن أول سفير مغربي إلى هولندا كان القائد أحمد بن عبد الله، الذي عينه السلطان السعدي ليترأس البعثة الدبلوماسية في روتردام، وكان ضمن الوفد كل من حمو بن البشير، وصامويل بالاش، والترجمان موشى بالاش، واستقبل مجلس الولايات العامة الهولندي الوفد المغربي بحفاوة كبيرة بحضور الأمير الهولندي، مما يعكس الأهمية التي أُعطيت لهذه العلاقة الناشئة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button