أخبارأخبار سريعةالعالمالعلوم والتكنولوجيا

ناسا تنشر صورة “ثقب غامض” على المريخ قد يقود إلى شبكة كهوف تحت سطحه

أبو محمد

كشفت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا” عن صورة مذهلة لثقب دائري غامض يقع على سطح كوكب المريخ، والذي يثير احتمالات كبيرة بأنه قد يكون مدخلًا طبيعيًا إلى شبكة واسعة من الكهوف والأنفاق المترامية الأطراف تحت قشرة الكوكب الأحمر.

يظهر هذا الثقب، الذي يقدر قطره بحوالي 100 متر، في الصور الملتقطة من مدار المريخ كـ “باب مظلم يؤدي إلى أعماق مجهولة تحت السطح المريخي القاسي”.

ويكتسب هذا الاكتشاف أهمية خاصة نظرًا لإمكانية أن يكون الثقب جزءًا من نظام كهفي واسع يمتد تحت سطح المريخ. وتوفر هذه التجاويف الطبيعية حماية قيمة من الظروف البيئية القاسية التي تسود على سطح الكوكب، بما في ذلك التقلبات الحرارية الشديدة بين الليل والنهار والمستويات العالية والخطيرة من الإشعاع الكوني. وهذا يجعل هذه الكهوف المحتملة مواقع ذات أهمية بالغة للبحث عن أي آثار محتملة للحياة، سواء كانت ماضية أو حاضرة.

ويرجح العلماء أن يكون هذا الثقب المحدد قد تشكل نتيجة لاصطدام نيزكي قديم، حيث تحيط به حفرة دائرية واضحة المعالم. لكن الجانب الأكثر إثارة للفضول يتمثل في الاحتمالية الكبيرة بأن يكون هذا المدخل مجرد بوابة أولية لمتاهة معقدة من الأنفاق والغرف الممتدة تحت السطح، وهي بيئة قد تكون أكثر ملاءمة بكثير لاستضافة أشكال الحياة مقارنة بالسطح المكشوف والمعرض للإشعاعات الضارة.

وحتى الآن، أحصت وكالة ناسا ما يزيد عن 1000 موقع على سطح المريخ يُعتبر مرشحًا محتملاً لاحتواء كهوف أو أنفاق تحت سطحية. ومع ذلك، لا يزال تحديد الطبيعة الدقيقة لهذه التكوينات وامتدادها يمثل تحديًا علميًا كبيرًا في ظل عدم وجود بعثات استكشافية مباشرة قادرة على الوصول إلى هذه المواقع ودراستها عن كثب.

ويأمل العلماء في أن تمتد هذه الكهوف لمسافات شاسعة وغير مكتشفة تحت السطح، وأن تحتفظ في أعماقها بأدلة حاسمة على وجود حياة ميكروبية سابقة أو حتى حالية. كما أن هذه البيئات المحمية قد توفر ظروفًا بيئية أكثر استقرارًا وملاءمة لبعثات بشرية مستقبلية إلى الكوكب الأحمر. ويبقى هذا “الثقب الغامض” لغزًا مريخيًا مثيرًا للاهتمام، يجمع بين إمكانية كونه نافذة على نظام بيئي تحت سطحي غير مستكشف وهدفًا استراتيجيًا للمهام الاستكشافية المستقبلية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button