ترامب يزود إسرائيل بأسلحة الدمار الشامل

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن موافقتها على صفقة بيع أسلحة جديدة لإسرائيل، بقيمة تتجاوز 7.4 مليارات دولار، تشمل قنابل موجهة وصواريخ “هليفاير”، ما يعزز القدرات الهجومية لسلاح الجو الإسرائيلي. تأتي هذه الصفقة في وقت حساس، حيث لا يزال الوضع في قطاع غزة هشًّا رغم وقف إطلاق النار الساري منذ أكثر من شهر.
وفقًا للوكالة الأمريكية للتعاون الأمني والدفاعي، تشمل الصفقة بيع قنابل ومعدات توجيه بقيمة 6.75 مليارات دولار، إضافة إلى صواريخ موجهة بقيمة 660 مليون دولار. وذكرت الوكالة أن الهدف من هذه الصفقة هو “تعزيز قدرة إسرائيل على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية”، معتبرة أن الأسلحة الجديدة ستساهم في “حماية الحدود الإسرائيلية والبنى التحتية الحيوية”.
يأتي الإعلان عن هذه الصفقة بعد عام من تعليق إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لتسليم 1800 قنبلة زنة 2000 رطل، بسبب الانتقادات التي طالت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. ومع تولي دونالد ترامب الرئاسة، يبدو أن سياسته الخارجية تجاه إسرائيل ستشهد تحولات جذرية، إذ تشير التقارير إلى أنه ألغى قرار تعليق الصفقة السابقة، وها هو اليوم يوافق على تسليح إسرائيل بأسلحة تدميرية جديدة.
يطرح توقيت الصفقة تساؤلات حول تأثيرها على الوضع في غزة والمنطقة ككل، إذ تأتي بعد هجوم إسرائيلي واسع على القطاع في أكتوبر 2023، أسفر عن دمار هائل ونزوح مئات الآلاف من السكان. رغم أن وقف إطلاق النار أوقف مؤقتًا الأعمال القتالية، فإن هذه الصفقة قد تثير مخاوف من تجدد المواجهات، خصوصًا إذا شعرت إسرائيل بأن لديها تفوقًا عسكريًا يسمح لها بفرض رؤيتها الأمنية على الأرض.
ورغم موافقة وزارة الخارجية الأمريكية على الصفقة، لا تزال بحاجة إلى مصادقة الكونغرس. لكن بالنظر إلى الدعم القوي الذي تحظى به إسرائيل داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية، فإن تمرير الصفقة يبدو شبه مؤكد. وعلى الصعيد الدولي، يُتوقع أن تثير هذه الخطوة انتقادات، خصوصًا من الدول والمنظمات التي تدعو إلى ضبط توريد الأسلحة إلى مناطق النزاع.