Hot eventsأخبارأخبار سريعة

المغرب وفرنسا يتعاونان لتعزيز البحث والتكوين في مجال الأرشيف

وقعت مؤسسة أرشيف المغرب والمدرسة الوطنية للمواثيق بفرنسا، اليوم الجمعة بالرباط، على اتفاقية تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك في مجالي التكوين والبحث العلمي المتعلق بالأرشيف. وقد جرى توقيع هذه الاتفاقية الهامة على هامش فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي يشهد حراكًا ثقافيًا وفكريًا مكثفًا.

وقد قامت بتوقيع الاتفاقية كل من مديرة أرشيف المغرب، لطيفة مفتقر، ومديرة المدرسة الوطنية للمواثيق بفرنسا، ميشيل بوبنيسيك، وذلك بهدف إرساء أسس متينة لعلاقات تعاون وتنسيق وتبادل الخبرات والمعارف في مجالات التكوين المتخصص والبحث العلمي في علم الأرشيف وتقنياته المختلفة.

ويكتسي هذا التعاون أهمية خاصة كونه يندرج في إطار كرسي اليونسكو “الأرشيف في خدمة الأمم والمجتمعات الإفريقية”، وهو الإطار الذي سيمكن المؤسستين من تحديد مجالات الاهتمام المشترك بشكل دقيق، وإطلاق مبادرات ومشاريع مشتركة تخدم أهداف هذا الكرسي، وذلك كله في إطار الاحترام الكامل للتشريعات والقوانين الجاري بها العمل في كل من الجمهورية الفرنسية والمملكة المغربية.

وفي تصريح لها لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت مفتقر على الأهمية البالغة لهذه الاتفاقية التي تأتي في سياق التعاون الثقافي المتميز بين المغرب وفرنسا، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي منها هو تثمين الرصيد الوثائقي المشترك بين المؤسستين، خاصة في مجالي التعمير والمعمار اللذين يمثلان جزءًا هامًا من الذاكرة الحضرية والمعمارية في البلدين.

وأوضحت مفتقر أن هذه الاتفاقية تغطي طيفًا واسعًا من محاور التعاون، من بينها تنظيم دورات تكوينية متخصصة في مجال الأرشيف لفائدة الكوادر المغربية والفرنسية، بالإضافة إلى تعزيز تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال حفظ وتوثيق ورقمنة الأرشيف بين المؤسستين.

من جهتها، أشارت مديرة المدرسة الوطنية للمواثيق بفرنسا إلى أن هذه الاتفاقية تركز بشكل خاص على مشاريع التعاون ذات الصلة بأرشيف التعمير والمعمار والمجال الترابي، وهو الموضوع الذي يشكل أحد المحاور الرئيسية لكرسي اليونسكو الذي تحتضنه مؤسستها المرموقة منذ سنة 2022.

وأكدت المسؤولة الفرنسية على أن “المغرب يعد بلدًا نموذجيًا ورائدًا في مجالات أرشيف المعمار، والبيئة، والتراث، والمجال الترابي”، معربة عن تطلع المؤسستين المشترك إلى تطوير مشاريع واعدة ومبتكرة من شأنها أن تضفي دينامية قوية على شراكتهما الاستراتيجية.

وتهدف هذه الاتفاقية الطموحة أيضًا إلى إطلاق مجموعة من الأبحاث الدولية المشتركة التي ترمي إلى تعزيز المعرفة بالأرشيف وأهميته وتثمينه لدى أوسع شريحة من الجمهور، بالإضافة إلى إعداد خريطة شاملة للرصيد الأرشيفي المحفوظ في كلا البلدين والذي يتعلق بتاريخ المجال، والتعمير، والمعمار.

كما تسعى الاتفاقية إلى تعزيز الممارسات والآليات الضرورية للحفاظ على الأرشيف بشكل فعال ومستدام، وضمان سهولة الولوج إليه وتثمينه لدى مختلف المؤسسات العمومية والخاصة الإفريقية، وذلك بهدف أساسي هو تحسين المعرفة بهذا التراث الوثائقي الهام وتعزيز الوعي بقيمته التاريخية والثقافية.

وتجدر الإشارة إلى أن المدرسة الوطنية للمواثيق بفرنسا، التي تأسست في عام 1821، تعتبر مؤسسة فرنسية مرموقة للتعليم العالي تابعة لجامعة ( PSL ) (علوم وآداب باريس)، وتعمل باستمرار على مواكبة تطور المناهج التاريخية الحديثة وتحديث مهن الحفظ والتوثيق، بما في ذلك إدماج العلوم الإنسانية الرقمية في هذه المجالات الحيوية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button