افتتاح “أسبوع المغرب” بنواكشوط تحت شعار “معا لبناء شراكة تضامنية”

انطلقت مساء اليوم الخميس بالعاصمة الموريتانية نواكشوط فعاليات “أسبوع المغرب”، وهي تظاهرة اقتصادية وثقافية تُقام تحت شعار “معا لبناء شراكة تضامنية”. يهدف هذا الحدث، الذي تنظمه سفارة المملكة المغربية في نواكشوط بتعاون مع جمعية “منتدى الجنوب” وبشراكة مع عدد من الهيئات والفاعلين من المغرب وموريتانيا، إلى تسليط الضوء على ثراء وأصالة التراث المغربي المادي واللامادي.
كما تندرج هذه التظاهرة في إطار تجسيد الإرادة المشتركة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وأخيه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، والاحتفاء بالعلاقات التاريخية العميقة والأواصر الأخوية المتينة التي تربط الشعبين المغربي والموريتاني.
وفي كلمته خلال افتتاح “أسبوع المغرب”، أكد كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية المغربي، عمر حجيرة، أن تنظيم هذا الملتقى يأتي انسجامًا مع الرؤية المشتركة لقائدي البلدين، والتي تهدف إلى ترسيخ شراكة استراتيجية قوية ومتينة بين المغرب وموريتانيا.
وأشار إلى أنه على الرغم من التطور الملحوظ في إطار التعاون الاقتصادي والمبادرات المتبادلة، وبالنظر إلى عمق العلاقات الأخوية والمؤهلات الاقتصادية المتاحة لدى البلدين، فإن حجم التبادل التجاري لا يزال دون مستوى الإمكانيات الحقيقية، وهو وضع “يدعونا لمواصلة البحث عن السبل الكفيلة بإعطاء دفعة نوعية ومهمة للتعاون الاقتصادي في إطار مقاربة تكاملية تخدم مصالحنا المشتركة”.
واقترح حجيرة تشجيع إقامة مشاريع مشتركة في قطاعات استراتيجية مع الأخذ في الاعتبار التكامل الاقتصادي بين البلدين، والاستفادة من علاقات الثقة والاحترام المتبادل بين الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والموريتانيين، والقرب الجغرافي، والمكتسبات التي تحققت على صعيد الاستثمار، خاصة في قطاعات الفلاحة والصيد البحري والصناعة الغذائية والكهرباء والطاقات المتجددة والبنية التحتية والخدمات.
وشدد على أن هذه المكتسبات تستوجب العمل على تعزيزها وتطويرها من خلال مقاربة مربحة للطرفين، واستكشاف فرص الاستثمار المشترك، والمساهمة سويًا في بناء سلاسل القيمة الأفريقية المندمجة، والاستفادة الكاملة من الفرص التي تتيحها منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
من جانبه، اعتبر سفير المملكة المغربية بنواكشوط، حميد شبار، أن هذه التظاهرة تمثل فرصة سانحة لإبراز الثراء المشترك في المجالات الثقافية والإنسانية والاجتماعية، والاحتفاء بعمق أواصر الأخوة التي تربط الشعبين الشقيقين المغربي والموريتاني تحت القيادة الرشيدة لقائدي البلدين.
وأضاف أن “أسبوع المغرب” يُعد أيضًا حدثًا اقتصاديًا هامًا ومناسبة قيمة لرجال الأعمال والمهتمين بالشأن الاقتصادي من كلا البلدين للتباحث حول فرص الشراكة والتعاون بهدف النهوض باقتصادي البلدين.
وبعد أن أشار بدوره إلى أن حجم التبادل التجاري بين المغرب وموريتانيا، على الرغم من أهميته، لا يرقى إلى مستوى تطلعات قائدي البلدين والشعبين الشقيقين ولا إلى مستوى الإمكانيات الاقتصادية الواعدة للبلدين، دعا الدبلوماسي المغربي الفاعلين الاقتصاديين والمؤسساتيين إلى مضاعفة الجهود للارتقاء بالتعاون الثنائي في المجال الاقتصادي.
من جهتها، أكدت وزيرة التجارة والسياحة الموريتانية، زينب أحمدناه، أن الوشائج التاريخية والثقافية والاجتماعية المتينة التي تجمع بين المغرب وموريتانيا “تفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى العمل سويًا على تعزيز شراكتنا وتكثيف جهودنا في مختلف مجالات التعاون، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي يشهدها العالم”.
وأضافت أن التعاون التجاري بين البلدين يمثل ركيزة أساسية لتعزيز التكامل بينهما، وهو ما يجعل من هذا المنتدى منصة استراتيجية لترسيخ التعاون المثمر ودفع عجلة التبادل التجاري نحو آفاق أرحب، انسجامًا مع الديناميكية التصاعدية التي عرفتها العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي خلال الأعوام الأخيرة. ودعت الفاعلين الاقتصاديين في البلدين إلى توسيع قاعدة الشراكات الثنائية واستكشاف مجالات جديدة للتعاون بما يعزز المبادلات التجارية ويسهم في تحقيق تنمية مستدامة تخدم المصالح المشتركة وفقًا للإرادة الصادقة لقائدي البلدين.
ويتضمن برنامج “أسبوع المغرب” أنشطة غنية ومتنوعة، من بينها إقامة فضاءات مخصصة للعرض وتنظيم لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال وممثلي المقاولات من البلدين. كما سيتم إنشاء أروقة للعرض وفضاءات للتسوق على شكل خيام تقليدية تعرض فيها منتجات الصناعة التقليدية والمنتجات المجالية المغربية بشكل خاص.
ويتضمن البرنامج أيضًا تنظيم ندوات ولقاءات نقاشية تتناول مواضيع تتعلق بالاستثمار والتبادل التجاري بين المغرب وموريتانيا، وآفاق ورهانات الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، والتعاون في مجال البنيات التحتية اللوجستية والمينائية، ورهانات الانتقال الطاقي في البلدين. بالإضافة إلى ذلك، يقترح البرنامج أمسيات موسيقية يحييها فنانون مغاربة وموريتانيون، وأمسيات شعرية بمشاركة شعراء بارزين من كلا البلدين.
وبالإضافة إلى التعريف بالمؤهلات الاقتصادية للمغرب، ستكون فقرات “أسبوع المغرب” بمثابة رحلة لاكتشاف ثراء تراث وثقافة المملكة، سواء من خلال فنون المطبخ المغربي الأصيل والمنتجات المجالية، أو من خلال أصالة وجمال وتنوع منتجات الصناعة التقليدية وفن العيش المغربي بشكل عام.
وقد حضر حفل افتتاح هذه التظاهرة الاقتصادية والثقافية، التي ستستمر فعالياتها حتى 30 أبريل الجاري، عدد من الوزراء والمسؤولين الموريتانيين، وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد في نواكشوط، بالإضافة إلى ممثلي مؤسسات وهيئات اقتصادية وفاعلين اقتصاديين من كلا البلدين. ويُنظم “أسبوع المغرب” بشراكة مع وزارة التجارة والسياحة الموريتانية، وكتابة الدولة المغربية المكلفة بالتجارة الخارجية، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، و”دار الصانع”، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والوكالة الموريتانية لترقية الاستثمارات، والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين.