Hot eventsأخبارأخبار سريعةالأنشطة الملكيةمجتمع

الملك يضع المواطن أولًا: رسالة عيد الأضحى تكشف فشل الحكومة وتؤكد التزام الدولة برعاية شعبها

عندما تعجز الحكومات عن الوفاء بوعودها، تتدخل القيادة الحقيقية لإنصاف المواطنين. وحين يصبح المواطن مجرد رقم في معادلات اقتصادية متعثرة، يتقدم جلالة الملك ليعيد ترتيب الأولويات، مؤكدًا أن كرامة الشعب ليست أمرًا قابلًا للمساومة، بل مسؤولية سيادية والتزام أخلاقي.

– القرار الملكي: أكثر من مجرد توجيه ديني

جاءت الرسالة الملكية السامية بخصوص عدم القيام بشعيرة ذبح الأضحية هذا العام في لحظة حساسة، حيث يواجه المواطن المغربي أزمات معيشية متزايدة نتيجة ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية. القرار لم يكن فقط توجيهًا دينيًا، بل كان موقفًا سياسيًا واجتماعيًا واضحًا، يضع حدًا لعبث السوق وجشع المضاربين، في ظل غياب تام لإجراءات حكومية فعالة.

“وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرًا على سنة جدنا المصطفى، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: هذا لنفسي وهذا عن أمتي.” بهذه الكلمات، قدّم جلالة الملك درسًا في القيادة الحقيقية، متجاوزًا البعد الرمزي للقرار، ليجعل منه رسالة تضامن مع المواطنين، وإنذارًا لحكومة لم تُحسن إدارة الأزمة.

– فشل حكومي في مواجهة الأزمة الاقتصادية

بدلًا من مواجهة الحكومة للتحديات الاقتصادية بإجراءات حقيقية، اكتفت بالصمت والتبرير، وكأن ارتفاع الأسعار أمر لا مفر منه. الأزمة لم تكن وليدة اللحظة؛ فالتغيرات المناخية وتراجع أعداد الماشية كانا متوقعين، لكن الفارق هو أن الحكومات السابقة كانت تتعامل مع هذه الأزمات بتخطيط استباقي يضمن استقرار السوق، على عكس ما نشهده اليوم من غياب للرؤية والتخطيط.

حين أشار جلالة الملك إلى “التراجع الكبير في أعداد الماشية”، كان يُسلط الضوء على غياب السياسات الفلاحية الناجعة، رغم مليارات الدراهم التي صُرفت على المخطط الأخضر، الذي لم يحقق أهدافه الأساسية. تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2019 أكد أن هذا المخطط لم ينجح في تقليص الفوارق بين الفلاحين، ولم يحقق الأمن الغذائي، بل جعل المغرب أكثر اعتمادًا على الاستيراد، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.

– المسؤولية السياسية: هل حان وقت الاستقالة؟

في الأنظمة الديمقراطية الحقيقية، حين تفشل حكومة في تحقيق وعودها، يكون من الطبيعي أن يتحمل المسؤولون عواقب قراراتهم. عزيز أخنوش، الذي أشرف على المخطط الأخضر منذ 2008، هو اليوم رئيس الحكومة التي تواجه أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية منذ سنوات. فهل سيتحلى بالشجاعة السياسية ويُقدم استقالته، أم سيستمر في نهج التبرير والتهرب من المسؤولية؟

– رسالة ملكية… ورسالة سياسية

مرة أخرى، يُثبت جلالة الملك أنه الأقرب إلى هموم شعبه، وأن الدولة الحقيقية لا تترك مواطنيها فريسة للأزمات والمضاربات. رسالته السامية لم تكن مجرد إعلان ديني، بل كانت تصحيحًا للمسار، ووضعًا للنقاط على الحروف، ورسالة واضحة بأن القيادة الحقيقية تعني اتخاذ القرارات الصعبة حين تعجز الحكومات عن ذلك.

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ستعي الحكومة الرسالة الملكية وتُدرك أنها فشلت في تدبير الأزمة، أم أن الوقت قد حان لتغيير المشهد السياسي وإفساح المجال لحكومة قادرة على إعادة الاعتبار لأولويات المغرب الحقيقية، ووضع الأمن الغذائي والاستقرار الاجتماعي في قلب السياسات الوطنية؟

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button