أوكرانيا تدعو أوروبا لتعيين مبعوث في محاولة لتجنب التهميش في المفاوضات المحتملة

في خطوة تعكس قلقًا أوكرانيًا من التهميش في أي مفاوضات سلام محتملة، دعا أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي إلى الإسراع بتعيين مبعوث للمشاركة في هذه المفاوضات. إذ ترى كييف أن وجود ممثل أوروبي رفيع المستوى ضروري لضمان تمثيل مصالحها ومصالح القارة الأوروبية في هذه المرحلة الحرجة.

وقد جاءت هذه الدعوة في أعقاب قمة مصغرة عقدها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، حيث تم بحث سبل تعزيز الإنفاق الدفاعي الأوروبي ومناقشة الوضع في أوكرانيا. كما تأتي في ظل مخاوف أوروبية متزايدة من إمكانية تهميش القارة في أي اتفاق سلام محتمل بين الولايات المتحدة وروسيا، خاصةً مع تحركات إدارة ترمب الأخيرة بشأن أوكرانيا والدفاع الأوروبي.

ومن جهة أخرى، فإن أوكرانيا تشدد على ضرورة الحصول على ضمانات أمنية من الحلفاء قبل الدخول في أي مفاوضات مع روسيا. كما أنها ترفض أي اتفاق سلام لم تشارك في التفاوض عليه. وفي هذا السياق، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى دعم الولايات المتحدة، مؤكدًا استعداده لإرسال قوات بريطانية إلى أوكرانيا كجزء من قوة حفظ سلام دائمة.

ومع ذلك، فإن هناك خلافات أوروبية حول كيفية التعامل مع الأزمة الأوكرانية، إذ ترفض بعض الدول مثل بولندا الانخراط المباشر في الأراضي الأوكرانية. كما تذمرت بعض الدول من استبعادها من اجتماع باريس. وبالتالي، فإن الاتحاد الأوروبي يواجه تحديًا كبيرًا في التوصل إلى موقف موحد بشأن الأزمة الأوكرانية وتعيين مبعوث سلام يحظى بتأييد جميع الدول الأعضاء.

وبشكل عام، فإن دعوة أوكرانيا لتعيين مبعوث سلام أوروبي تسلط الضوء على رغبة كييف في لعب دور فاعل في أي مفاوضات مستقبلية. كما أنها تعكس قلقًا أوروبيًا من التهميش في ظل تحركات إدارة ترمب.