هايتي تغرق في دوامة العنف

تصاعدت حدة التوتر في العاصمة الهايتية، بورت أو برنس، يوم الأربعاء، حين تحولت مظاهرة سلمية إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن. فقد خرج الآلاف إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم المتزايد إزاء تصاعد عنف العصابات الذي يهدد حياتهم اليومية، ولكن سرعان ما تحولت هذه المظاهرة إلى ساحة حرب حين فتحت مجموعة من المتظاهرين، مدججة بالسلاح، النار على رجال الشرطة المتواجدين أمام مكاتب رئيس الوزراء والمجلس الرئاسي الانتقالي.
هذا التصعيد يمثل منعطفًا خطيرًا في الأزمة الهايتية، إذ أنه يسلط الضوء على فشل الحكومة في توفير الأمن والاستقرار لمواطنيها. كما أنه يكشف عن مدى يأس وغضب السكان، الذين يشعرون بأنهم متروكون لمصيرهم في مواجهة العصابات الخارجة عن القانون.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المظاهرة كانت الأولى من نوعها التي تستهدف حكومة أليكس ديدييه فيلس إيمي، الذي عينه المجلس الرئاسي الانتقالي في نوفمبر الماضي. وهذا يعكس تزايد السخط الشعبي على أداء الحكومة، وفشلها في تلبية مطالب السكان بتوفير الأمن والحماية.
وفي ظل هذه الأوضاع المتردية، يطالب المتظاهرون الحكومة الهايتية باتخاذ إجراءات عاجلة لتأمين سلامتهم، وتوفير الحماية لهم من عنف العصابات. كما يدعون المجتمع الدولي إلى التدخل لتقديم المساعدة اللازمة للحكومة الهايتية في مواجهة هذه الأزمة.
ومما يزيد الوضع تعقيدًا هو سيطرة العصابات على 85% من العاصمة بورت أو برنس، حيث تنهب المجتمعات التي كانت مسالمة في السابق، وتوسع نفوذها على حساب الدولة. وهذا يضع الحكومة في موقف صعب، حيث تواجه تحديًا كبيرًا في استعادة السيطرة على العاصمة، وتوفير الأمن للمواطنين.
وفي ظل هذه الظروف، يزداد قلق المجتمع الدولي من تدهور الأوضاع في هايتي، وتأثير ذلك على الأمن والاستقرار في المنطقة. كما يخشى من تفاقم الأزمة الإنسانية، وتزايد أعداد النازحين واللاجئين.
لذلك، فإن المجتمع الدولي مدعو إلى تقديم الدعم اللازم للحكومة الهايتية، ومساعدتها في مواجهة هذه الأزمة، وتوفير الأمن والاستقرار للمواطنين. كما أنه مدعو إلى الضغط على العصابات لوقف أعمال العنف، والانخراط في عملية سياسية تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.