أخبارالرئيسيةجهات المملكة

باحثون يناقشون الفلسفة والحرب وسؤال العيش المشترك

  • ابراهيم بن مدان

نظمت شعبة الفلسفة، بالتعاون مع مجتمع الخطاب وتكامل المعارف وماستر الفلسفة المعاصرة: مفاهيم نظرية وعملية، ندوة حول موضوع: “الفلسفة والحرب: مآزق العيش المشترك”، بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، التابعة لجامعة محمد الأول؛ وقد جرت أشغال هذه الندوة يومي الأربعاء والخميس 13 و14 من الشهر الجاري، بقاعة العروض والندوات التابعة للكلية.

وفي السياق ذاته، قال الباحث حجاوي في موضوع التبرير الأخلاقي للحرب،” أن الحرب ليست دائما شرا، بل هي من طبيعة الإنسان، أي أن الحرب واللجوء إلى القوة مسألة حيوية للحفاظ على الذات، غير أن هذا لا يمكن أن يبرر الحروب والصراعات المجنونة”.

وبين لمريني” بأن الاكتفاء بالمقاربة الفلسفية وحدها قد لا يساعدنا لفهم حقيقة العنف أو الصراع، بل لابد وأن نستعين أيضا بالمقاربات الأنثروبولوجية والسيكولوجية حتى نحيط بالموضوع من كل جوانبه”، و أردف قائل:”كما أن التمييز بين عنف مشروع وآخر غير مشروع قد لا يساعدنا على فهم أشكال أخرى من العنف، ومنها العنف المستباح.”

و قارب مروان الحميداني موضوع الحرب بالتركيز على مفهوم الهوية، انطلاقا من تصور جوديث بتلر التي تربط بين ممارسة السلطة والهوية الجسدية، باعتبار أن ما تستهدفه السلطة هو التحكم في الجسد وترويضه، لذلك فالقوانين دائما ما تُكتب على الأجساد.

و تطرقت زهرة شلاط إلى ظاهرة الحرب باعتبارها ظاهرة بشرية خالصة، متصلة أساسا بالخوف وخيبة الأمل.

وخلص يوسف أقرقاش إلى أن الممارسة السياسية هي في الأصل ممارسة حربية (الغزوات والانقلابات)، حتى وإن اتخذت صورا سلمية في ظاهرها (النُّظُم التي تتلو الغزوات والانقلابات والتي يتوجب على الناس طاعتها).
وفي مراجعته النقدية لكتاب “الغضب والزمن” لبيتر سلوتردايك، تتبع توفيق فائزي مفهوم الغضب والتحولات التي عرفها عبر التاريخ الإنساني بدءا بالأساطير اليونانية مع أخيل وصولا إلى الأزمنة الحديثة.

وحاول عز الدين العمراوي من جانبه النظر في حالة الطبيعة، والجواب عن السؤال عما إذا كانت حالة احتراب دائم، انطلاقا من مقارنة أجراها بين هوبز وروسو. كما استلهم يوسف أشلحي من فلسفة جوديث بتلر، الحديث عما سماه كوجيطو النفي، أي لماذا الحياة على أنقاض الإماتة؟ وقد أظهر أن الحرب هي حالة نفي لأفراد مهمشين مقابل اعتراف لجزء من الناس بأنهم أكثر استحقاقا للحياة.

و قدم عز العرب لحكيم بناني مداخلة تناول فيها الطرق التي يمكن من خلالها ممارسة الحرب بشكل سلمي، شريطة أن لا ننظر إلى السلام باعتباره غاية، بل هو مجرد وسيلة لتحقيق مجتمع عادل، بحيث يتجنب الصراع العنيف ويستبدله بأدوات سلمية فعالة في تغيير الأنظمة والسياسات الظالمة.

و تطرق عبد المجيد باعكريم إلى موضوع الحرب من وجهة نظر ابستيمولوجية ترى أن الإنسان، باعتباره “خالقًا”، قد تطور من حالة أولية من الحرب والفوضى (الكاووس) إلى حالة النظام (الكوسموس). في البداية كانت الفوضى نتيجة لغياب الفهم المنظم والمعايير الأخلاقية، لكن مع تطور الفلسفة والعلم والنظم الاجتماعية، نجح الإنسان في بناء نظام متوازن يعكس مستوىً متقدمًا من المعرفة، حيث يسعى للحفاظ على السلام وتجنب العودة للفوضى.

وانتهت اشغال الندوة بقراءة كلمة الفنان أسامة أيت واحي، صاحب اللوحة، أشار فيها إلى الكيفية التي حاول من خلالها أن يعبر عن مفاهيم الحرب والسلطة والخوف والأمل، من خلال استحضار رموز هذه المفاهيم والتعبير عنها بواسطة الألوان والأشكال.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button