عبد اللطيف دريفي..دور السينما بارز في الاسهام في معالجة ظاهرة الهجرة
وجدة- عبدالسلام العزوزي
أكد عبد اللطيف دريفي رئيس المهرجان السينمائي الدولي حول الهجرة بوجدة في افتتاح حفل المهرجان أمس الجمعة ، أن الدورة الثانية عشرة للمهرجان ركزت على سؤال الهجرة الذي يؤرق الجميع.
وقال الدريفي أمام جمهور عريض غصت به قاعة مسرح محمد السادس البهيج والفسيح بوجدة، وحضرته شخصيات فكرية وفنية وسياسية ومجتمع مدني وجمهور وجدة، أن “هذا المهرجان السينمائي المتميز، وهو يوقع على نسخته الثانية عشرة الموسومة ب“السينما وحقوق المهاجر “سيبحث في سؤال يؤرق الجميع حول حقوق المهاجر في ظل تنامي الهجرة بشكل غير مسبوق بحثا عن فضاءات أخرى في أمكنة أخرى طلبا للأمن والاستقرار والعيش الكريم”.
وأضاف رئيس المهرجان الدولي، قائلا، “يحدث هذا المد في الهجرة غير النظامية في ظل توسع مساحات وحدود الحروب في مجموعة من الدول، وأيضا في ظل نكوس ملحوظ في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في كثير من الدول في أفريقيا كما في أمريكا اللاتينية وفي المنطقة العربية أيضا.”
و قال عبد اللطيف دريفي “المغرب الذي اهتدى إلى وضع استراتيجية تعد نموذجا يحتذى به في العديد من الدول، وقد فتح أبوابه لاستقبال المهاجرين غير النظاميين وتوطينهم بعد استفاء شروط الإقامة والعمل في مختلف جهات المملكة، ما أصبح بذلك المغرب منطقة استقرار للمهاجر ، وبالأخص أبناء القارة الافريقية وليس منطقة عبور.”
وشدد دريفي، على “دور السينما دور بارز في الاسهام في هذا المجال، نظرا لدور الفن السينمائي المؤثر في الشعوب والناقل للمشترك الكوني الحضاري والإنساني، ما يرفع من منسوب دور السينما الأكيد في تبليغ رسالتها النبيلة لمعالجة قضية معقدة كالهجرة التي سبق وأن قلت في بداية هذه الكلمة، أنها تؤرق الجميع”.
وقال دريفي” في هذا السياق، وبعد مرور 12 سنة ورغبة منا في أن نجعل من عاصمة الشرق محطة للفن السينمائي الراقي وملتقى يجمع الإنسانية جمعاء على طاولة الحوار الفني السينمائي لطرح قضايا الهجرة والمهاجرين”.
ولأننا نعتبر أن السينما تعد جسراً للتواصل والتلاقي بين الشعوب والثقافات المختلفة، يؤكد رئيس المهرجان الدولي بوجدة “على ضرورة دعم الفعاليات السينمائية ذات المرامي الهادفة التي تسهم حقيقة في رفع وعي المجتمع بخطورة الهجرة غير النظامية.”
و أضاف قائلا” لذلك عمل المهرجان الدولي للسينما والهجرة هذا العام على وضع مقاربة سوسيو-ثقافية بتيمتين قويتين: الأولى “الهجرة و السينما”، حاولنا فيها تقريب مفهوم الهجرة كظاهرة كونية عرفتها كل الشعوب على مر التاريخ”. أما التيمة الثانية رصدنا بعض الأفلام المغربية و الدولية التي تناولت الهجرة كتيمة للطرح و التداول، و ذلك من خلال المعيقات الكثيرة التي يعيشها المهاجر في المجتمع المضيف. و حاولنا تدارس و تحليل بعض الأفلام التي اشتغلت على الهجرة السرية و مآسيها و تطرقنا إلى أسبابها وكيفية الحد منها ونجحت بفضل الأهداف المسطرة وتظافر الجهود ودعم الشركاء والمتعاونين”.
و ختام بالقول على “أن “المهرجان الدولي للسينما والهجرة” يساهم على مدى 12 عاما في تنشيط الحركة الثقافية والسياحية والاقتصادية للمنطقة الشرقية، ويفتح بوابة الشرق المغربي لزوار المهرجان ومشاركيه من فنانين مرموقين ومفكرين وإعلاميين وباحثين وسياسيين و مجتمع مدني. و ستعرف الدورة 12 برنامجا حافلا ومميزا بمسابقة رسمية للافلام القصيرة والطويلة وتكريمات ، و ورشات تكوينية وندوات في السينما وماستر كلاس يسهر على تنشيطها مخرجين سينمائيين و أكاديميين وفنانين من داخل الوطن وخارجه