لم يكن انتقال كليان مبابي إلى ريال مدريد في صيف 2024 صفقة عادية، بل كان بمثابة تحقيق حلم طويل الأمد للنادي والجماهير. ولكن، بعد مرور بضعة أشهر، بدأت التوقعات العالية تصطدم بالواقع، حيث يواجه المهاجم الفرنسي تحديات كبيرة داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
● من النبوءة إلى الواقع
تصريحات خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، قبل انضمام مبابي، أثارت جدلًا واسعًا عندما توقع نشوب صراعات داخل ريال مدريد بسبب تضارب الأدوار بين مبابي وفينيسيوس جونيور. وبينما أثبتت الأحداث صعوبة التوفيق بين النجمين، زادت التساؤلات حول مدى حاجة الفريق إلى مبابي في ظل تألق فينيسيوس على الجهة اليسرى.
● تغيير المركز والضغوط الجماهيرية
مدرب ريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، واجه تحديًا كبيرًا في إيجاد مساحة لكليان مبابي دون المساس بمركز فينيسيوس المفضل. اضطر أنشيلوتي إلى استخدام مبابي كرأس حربة، وهو دور يبدو أنه لا يناسب اللاعب الفرنسي الذي يفضل اللعب كجناح أيسر. ورغم تسجيله 9 أهداف وصناعته هدفين هذا الموسم، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لإرضاء الجماهير، التي قارنت أدائه بأداء لاعبين سابقين مثل إيدين هازارد.
● صراعات بيريز وأثرها على الفريق
رغبة فلورنتينو بيريز في التفوق على باريس سان جيرمان ورئيسه ناصر الخليفي كانت سببًا رئيسيًا وراء إصراره على ضم مبابي. إلا أن هذه المعركة الشخصية قد تكون كلفت الفريق تفويت فرص كبيرة، مثل التعاقد مع هالاند أو هاري كين، وهما مهاجمان كانا سيشكلان إضافة حقيقية لخط الهجوم.
● الطريق إلى التكيف
يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع مبابي التكيف مع دوره الجديد وإثبات جدارته في ريال مدريد؟ التحديات التي تواجهه ليست فقط تكتيكية، بل نفسية أيضًا، حيث يتعين عليه تحمل ضغوط الجماهير والصحافة، إضافة إلى تحقيق الانسجام مع زملائه في الفريق، خاصة فينيسيوس.
رغم كل الانتقادات، يبقى مبابي لاعبًا من الطراز العالمي. وقد تكون الفترة القادمة فرصة لإثبات أنه قادر على التغلب على الصعوبات والتألق في ريال مدريد، لكن ذلك يتطلب دعمًا أكبر من الجهاز الفني وزملائه، بالإضافة إلى صبر الجماهير التي طالما انتظرت انضمامه إلى الفريق الملكي.