فقد المغرب يوم الجمعة 28 فبراير 2025، أحد أبرز رموزه الدبلوماسية والثقافية، حيث توفي محمد بنعيسى، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأسبق، عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. وقد نُقل الراحل إلى المستشفى العسكري بالرباط إثر تدهور حالته الصحية، حيث أسلم الروح بعد مسيرة حافلة بالعطاء.
– مسيرة دبلوماسية استثنائية
وُلد محمد بنعيسى عام 1937، وكرّس حياته لخدمة الدبلوماسية المغربية، حيث شغل منصب وزير الشؤون الخارجية والتعاون بين عامي 1999 و2007، في مرحلة شهدت تحولات إقليمية ودولية حساسة، من بينها أزمة جزيرة ليلى عام 2002، حيث لعب دورًا محوريًا في إدارتها.
كما كان له دور بارز في تعزيز العلاقات الدولية للمغرب، خاصة خلال فترة توليه سفارة المغرب في الولايات المتحدة من 1993 إلى 1999، حيث أسهم في تقوية العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن.
– رائد الثقافة والتنمية في أصيلة
إلى جانب مسيرته الدبلوماسية، كان محمد بنعيسى رائدًا في المجال الثقافي والتنمية المحلية، حيث شغل رئاسة بلدية أصيلة لأكثر من أربعة عقود، وحوّل المدينة إلى منارة ثقافية عالمية بفضل مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، الذي أطلقه عام 1978، ليصبح أحد أبرز الفعاليات الثقافية في العالم العربي والإفريقي، مستقطبًا أدباء وفنانين ومفكرين عالميين.
– وداع وطني لشخصية استثنائية
بوفاته، يفقد المغرب رجل دولة ودبلوماسيًا بارزًا ومثقفًا مؤثرًا ترك بصماته في السياسة الخارجية والثقافة والتنمية. ومن المنتظر أن يُوارى جثمانه الثرى في مسقط رأسه بمدينة أصيلة، وسط حضور رسمي وشعبي كبير، تكريمًا لعطاءاته ومسيرته الفريدة.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه والشعب المغربي الصبر والسلوان.
