Hot eventsأخبارأخبار سريعةإفريقيا

جلسة الـمترين… عندما أصبح البروتوكول الأوغندي “كورونا” دبلوماسي!

في مشهد قد يصلح لتصوير إعلان عن “معايير التباعد الاجتماعي”، قرر الرئيس الأوغندي أن يجسد أحدث صيحات الموضة في عالم السياسة والاستقبالات الرسمية، عندما خصص لوزير خارجية الجزائر كرسياً بعيداً على مسافة تكفي لإقامة دوري كرة قدم مصغّر بينهما.


صورة الاستقبال كانت كافية لإثارة العديد من التساؤلات، بعضها “وجودي” مثل: هل المسافة تعني شيئاً أم أن الرئيس الأوغندي يحب التأمل في ضيوفه من بعيد؟! بينما تساءل آخرون عن مدى قوة حاسة السمع لدى الرئيس؛ فهو يجلس خلف مكتبه البعيد متحصّناً كقلعة محصّنة، فيما الوزير يجلس وكأنه في انتظار دوره في مقابلة عمل بشركة ناشئة.

بالنسبة للبعض، الصورة تُوحي بمقابلة “وظيفية” تحت عنوان: “لماذا تريد العمل معنا؟” ربما الرئيس كان يُجري اختبارًا لمعرفة مدى صبر الوزير الجزائري على الجلوس دون طاولة أمامه. وهي عادة معروفة قديمة عند الزعماء الأفارقة، الذين يحبون إرباك ضيوفهم ليكتشفوا معدنهم الحقيقي. من يدري؟ ربما الرئيس كان يُفكر: “من يتحمل الجلوس بعيداً، يتحمل كل شيء في السياسة!”

بينما كان الوزير الجزائري يتأمل قطع الأثاث الأوغندية المصنوعة بدقة، كان الرئيس الأوغندي يتأمل الوزير نفسه كأنه يقول: “إن كنت ستأتي لتشتكي من المغرب، فقد أسمعك ولكن على مسافة آمنة!” وكأن التاريخ يعيد نفسه؛ فالبعد هنا ليس مجرد “تباعد سياسي” بل هو أيضاً إعلان أن “الشكوى لا تُسمع إلا من بعيد”.

في نفس الوقت، ظهر في خلفية الصورة العلم الأوغندي، شامخًا في الزاوية وكأنه يقول: “لا تقترب… لدي بروتوكولات خاصة بي!”

بينما يظن البعض أن السياسة هي فن التقارب والحوار، يبدو أن الدبلوماسية الجزائرية لم تستوعب بعد أن القادة الأفارقة لهم أساليب “كاريزمية” مختلفة. حيث قيل أن وزير الخارجية جاء ليتحدث عن “العلاقات الثنائية” التي يُراد لها أن تكون ثنائية فقط على الورق. الرئيس الأوغندي، من جانبه، اكتفى بأن يجعله يجلس في مكان يصلح لتصوير مسلسل “حياة الغرباء”.

من الواضح أن اللقاء استمر لدقائق طويلة جدًا – بحساب الأمتار طبعًا – حيث كان على الوزير أن يرفع صوته ليصل إلى مسامع الرئيس، فيما اكتفى الأخير بالرد بنظرات عميقة وكأنه يفكر: “هل انتهى الوقت أم لا؟!”

الوزير، رغم المسافة، حاول التحدث عن أهمية التعاون بين البلدين، لكن يبدو أن الرئيس الأوغندي كان مشغولاً بمراقبة حركة الطيور خارج النافذة أكثر من الاستماع للخطابات المكررة. ربما حتى الطيور فهمت الرسالة وبقيت بعيدة احترامًا للبروتوكول.

انتهى اللقاء، والتقطت الكاميرات صورة “التاريخ” التي ستظل تُدرّس في كتب “فنون الجلوس الدبلوماسي من بعيد”. ففي زمن الكورونا، أثبت الرئيس الأوغندي أنه لا يزال متمسكًا بمبادئ التباعد، لكن هذه المرة مع إضافة لمسة من الرسائل السياسية المشفرة.
بعد هذه الصورة، يُتوقع أن تلجأ بعض الدول إلى وضع مسطرة قبل اللقاءات الدبلوماسية لقياس المسافة المناسبة بين الضيوف والرؤساء. وربما ستُضاف قاعدة جديدة للبروتوكول: “كلما زاد العداء، زادت المسافة!”

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button