
يقترب نادي نهضة بركان من تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق، وهو التتويج بلقب الدوري الاحترافي المغربي لأول مرة في تاريخه. هذا الحلم الذي طال انتظاره ليس وليد اللحظة، بل هو ثمرة عمل متواصل وتخطيط استراتيجي امتد لسنوات، منذ أن كان الفريق ينافس في قسم الهواة، ليصبح اليوم أحد أقوى الأندية المغربية والإفريقية.
– نهضة بركان.. من الهواة إلى قمة الكرة المغربية
عندما تولى فوزي لقجع رئاسة النادي، وضع أهدافًا واضحة تستند إلى رؤية مستقبلية، كان أبرزها الصعود إلى القسم الأول سنة 2012، وهو ما تحقق بعد عمل دؤوب. لكن هذا لم يكن سوى بداية المشروع البرتقالي، حيث اضطر الفريق للعب ثلاث سنوات خارج بركان بسبب إعادة تأهيل ملعبه، وهو ما شكل تحديًا كبيرًا.
مع مرور السنوات، استثمر النادي بشكل مدروس في مختلف الجوانب، وعلى رأسها:
التسويق الرياضي: حيث نجح في بيع لاعبين بارزين إلى دوريات كبرى، ولعل أبرز صفقة في تاريخ الدوري المغربي كانت انتقال أيوب الكعبي إلى الدوري الصيني، وهو ما عزز مداخيل النادي.
البنية التحتية: شهد الملعب البلدي ببركان تطورًا كبيرًا وأصبح مؤهلًا لاستضافة المنافسات القارية، إلى جانب مركز التكوين الذي يُعد من بين الأفضل في إفريقيا.
الإدارة الرياضية: اعتمد النادي على قاعدة مؤسساتية قوية، عبر تكوين طاقم إداري وتقني متميز، ما ساهم في استقرار الفريق وتطوره المستمر.
– إنجازات نهضة بركان خلال العقد الأخير
لم يكن النجاح الحالي مفاجئًا، فقد راكم النادي عدة ألقاب وإنجازات خلال السنوات الأخيرة، جعلته أحد أقوى الفرق المغربية:
2018: التتويج بـ كأس العرش لأول مرة.
2019: وصيف كأس الكونفيدرالية الإفريقية.
2020: الفوز بـ كأس الكونفيدرالية الإفريقية لأول مرة.
2022: تحقيق الثلاثية التاريخية (كأس الكونفيدرالية + كأس العرش + كأس السوبر الإفريقي).
2023: التتويج بـ كأس العرش للمرة الثالثة.
– لقب الدوري.. الحلم يقترب من الواقع
يدخل نهضة بركان الجولات الأخيرة من البطولة الاحترافية متصدرًا الترتيب بـ 55 نقطة، متفوقًا بفارق مريح عن أقرب ملاحقيه الوداد الرياضي (40 نقطة)، ومع تبقي ثماني جولات فقط، أصبح الفريق البرتقالي على أعتاب تحقيق اللقب الأول في تاريخه.
الجماهير البركانية تعيش حالة من الترقب والانتظار، حيث يتطلع الجميع للاحتفال بهذا الإنجاز الذي سيشكل نقطة تحول في مسيرة النادي ويؤكد مكانته بين كبار الكرة المغربية والإفريقية.
– نهضة بركان.. من فريق طموح إلى بطل حقيقي
اليوم، وبعد أكثر من عقد من العمل والتخطيط، أصبح نهضة بركان نموذجًا يُحتذى به في الاحترافية، الإدارة الناجحة، والاستثمار في البنية التحتية، ليؤكد أن النجاح في كرة القدم لا يأتي بالصدفة، بل هو ثمرة عمل مستمر وطموح لا حدود له.
في انتظار صافرة النهاية، يبقى السؤال: هل ينجح نهضة بركان في كتابة التاريخ والتتويج بلقب البطولة الاحترافية؟ الجواب سيكون على المستطيل الأخضر، لكن الأكيد أن النادي البرتقالي أصبح اليوم واحدًا من عمالقة الكرة المغربية والإفريقية.