أخبارفي الصميم

من وحي الستين + 4 : قلب نظام العقل

ذ.عبد المجيد طعام

اليوم بلغت الستين + 4 من عمري ، أعيش تجارب حياتية وجودية في كل لحظة, أتغير في كل ٱن ،أمارس حقي في الوجود ،،حقي في التفكير الحر ، حقي في طرح الأسئلة المقلقة ،حقي في الكلمة ،حقي في الكتابة ، حقي في المعرفة ،حقي أن تكون لي رؤيتي الخاصة بي ، تتاسس بمرجعياتي الفكرية الفلسفية ، حقي في تعديل وتعميق رؤيتي كلما اكتسبت مزيدا من المعرفة والتجربة، حقي في أن يكون لي وعي ناضج ، حقي في النقد ، حقي في أن أرفض مسايرة وعي جمعي يقصي عقلي و وجودي ويحرمني من ممارسة النقد ، حقي في المبادرة والخلق والابداع ، حقي في الحب … أن أحب واحب … إنها حقوقي ولا أراني أتنازل عليها أبدا … حقوقي التي انصهرت فيها القيم التي أومن بها .

احتفل اليوم بعيد ميلادي 60+4 ، ويغمرني الكثير من الفرح والحزن في نقس الٱن ، فرحان لانني لم أستسلم للقوالب الجاهزة التي أراد الوعي الجمعي أن يضعني فيها ، بقيت أنا نفس الشخص المتمرد الذي عرفته دائما ، ولن أكون الا متمردا على كل ما يقيد حرية تفكيري وتعبيري ، لكنني حزين على اغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة لروحها السلام ،.. حزين على ما ٱل إليه وعينا الجمعي الذي يقودنا نحو متاهة لا مخرج منها … حزين لان وعينا الجمعي المترهل أمرنا بان لا نترجم على شيرين أبو عاقلة لانها مسيحية .
يالها من سفالة ودناءة … أظن أن شيرين وغير شيرين لا يحتاجون إلى دعواتنا بما أننا ٱثرنا أن نركن بوعينا الجمعي في أسفل سلم القيم ..
أحتفلت بعيد ميلادي 60+4 وانا اعيش الإحساسين المتناقضين ، الفرح والحزن ، فرحي هو طبيعتي لانني لا أتناقض في سلوكي اليومي مع ما أحمله من أفكار وقيم ومبادئ ، حزني مؤقت لا يغلب فرحي لانني مؤمن بالتغبير وبمعجزة الحب .ومؤمن أكثر بضرورة قلب نظام العقل .
في عيد ميلادي 60 +4 أضحيت اهتم بالمبادرة وأصبحت أعمل بمبدأ :” بادر قبل أن تغادر” … لذا خلال كل مسيرتي لا أتوقف عن المبادرة ،لأن التغيير لن يتحقق بالبلاغة وشعراء المقاهي والصالونات الأدبية وكتاب الحكايات المغلقة داخل النوادي والبهرجة الكلامية بالاحزاب المخصبة والجمعيات الإنتهازية وبعقم المثقفين الذين هجروا رسالة التنوير ووظظيفة التغيير وإنما يتحقق بالمبادرة والانخراط في معركة قلب نظام العقل وإعادة تشكيل الوعي الجمعي ، لقد انسحب المثقفون وحل محلهم تجار دين مهمتهم غلق منافذ عقلنا الجمعي ..
في عيد ميلادي الستين + 4 أصر على أن احتفظ بمواقفي ومبادئي ولن أتخلى عن الحداثة فكرا وسلوكا وعن العلمانية حلا للوقوف في وجه تجار الدين الذين عطلوا العقل ونسفوا الفكر … وأصر أيضا على أن احتفظ بشبابي رغم معاناة المرض .. لقد انتصرت عليه واسترجعت أشياء ظن أنه سرقها مني ..

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button