تقارير وملفات

في حدث اقتصادي بارز: المغرب يعزز مع فرنسا الشراكات في قطاعي الدواء والطاقة المتجددة

تستعد مدينة درو (Dreux) الفرنسية، لاستضافة حدث اقتصادي بارز يوم الخميس المقبل 3 أبريل 2025، بهدف تعميق العلاقات الاقتصادية بين فرنسا والمملكة المغربية، تحت عنوان “اللقاءات الاقتصادية الفرنسية-المغربية: نجاحات وفرص”، وسيعقد هذا الحدث غير المسبوق في مقر شركة “إنتلسيا” المجموعة المغربية الرائدةعالميا في مجال ترحيل الخدمات، وذلك ضمن فعاليات “عام المغرب في درو”.

وبمبادرة من عمدة المدينة، بيير-فريديريك بيلي، والقنصلة العامة للمغرب في أورليان رجاء بنشجيع، يسعى هذا اليوم إلى تسليط الضوء على قصص النجاح المشتركة واستكشاف آفاق جديدة للتعاون، مع التركيز بشكل خاص على قطاعين استراتيجيين هما الصناعة الدوائية والطاقات المتجددة.

ويشارك في تنظيم الحدث ودعمه نخبة من الشركاء الرئيسيين من كلا البلدين، بما في ذلك الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، والاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM)، والغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب (CFCIM)، بالإضافة إلى تجمع “بوليفارما” للصناعات الدوائية، ومعهد مهن وتكنولوجيا الصيدلة ومستحضرات التجميل (IMT)، وشركتي “إنتلسيا” و”جيديا”.

وتعتبر مدينة درو، التي يشكل السكان ذوو الأصول المغربية حوالي 17% من تعدادها، نموذجا حيا للعلاقات القوية بين فرنسا والمغرب، وتجسد شركة “إنتلسيا” قصة نجاح ملهمة لهذه الشراكة، حيث تأسست الشركة في الدار البيضاء وانتقلت إلى درو عام 2011 بفريق قوامه 2000 موظف، لتنمو وتصبح اليوم عملاقا عالميا في مجال ترحيل الخدمات بأكثر من 40,000 موظف في 19 دولة وإيرادات تتجاوز 730 مليون يورو، وسيكون أحد مؤسسيها، كريم برنوصي، في استقبال المشاركين.

الصناعة الدوائية: تحديات وفرص مشتركة

ويمثل قطاع الصناعة الدوائية محورا رئيسيا في اللقاءات المزمع عقدها في هذه الاحتفالية الاقتصادية، ففي فرنسا، يعد تجمع “بوليفارما”، الذي انطلق من درو ويضم اليوم 400 عضو ويوفر 100,000 فرصة عمل، قاطرة هذا القطاع.

وفي المغرب، تحتل الصناعة الدوائية المرتبة الثانية بين الصناعات الكيميائية وتمتلك إمكانات نمو واعدة، حيث تسعى مختبراتها ومصانعها للحصول على الاعتمادات الأوروبية والأمريكية، وفي هذا الإطار يشير إريك موان، المستشار الخاص لمدينة درو، بأن “فرنسا والمغرب يواجهان نفس التحديات: الحاجة للاستثمار في الابتكار والإنتاج لمواجهة المنافسة العالمية، وتطوير البحث والتكوين، والحفاظ على الكفاءات”.

الطاقات المتجددة: طموح مغربي واهتمام فرنسي

المحور الثاني للقاءات هو قطاع الطاقات المتجددة، الذي يلعب فيه المغرب دورا رياديا، فقد أطلقت المملكة خطة طموحة تحت اسم “عرض المغرب”، وتهدف إلى تخصيص مليون هكتار من الأراضي لمشاريع الطاقة النظيفة، مع تقديم دعم كبير للمستثمرين الأجانب، بهدف تغطية 52% من احتياجات المملكة الطاقية من مصادر متجددة بحلول 2030، وتنظر الشركات الفرنسية باهتمام لهذا الطموح، ومنها شركة “جيديا” للطاقة الخضراء، التي تمتلك مدينة درو حصة الأغلبية فيها، وبفضل خبرتها الواسعة في مشاريع الطاقة المتجددة في فرنسا وقدراتها التنموية، تسعى “جيديا” للمساهمة في تحقيق الأهداف المغربية، كما يؤكد إريك موان.

وخلصت صحيفة أكتو (Actu) الفرنسية في مقال خاص، إلى أن مثل هذه اللقاءات تبرز نقاط الالتقاء المتعددة بين فرنسا والمغرب، اللذين يشتركان في ضرورة تحقيق التحول البيئي وضمان أمنهما واستقلالهما الطاقي، كما أشارت إلى أن هذا الحدث سيخرج بتوصيات ومبادرات ملموسة لتعزيز الاستثمارات المشتركة وتبادل الخبرات في هذين القطاعين الحيويين، بما يخدم المصالح الاقتصادية للبلدين ويسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button