أخبارإفريقيا

رؤية ملكية مغربية ببعد تضامني اجتماعي إفريقي

بقلم: سر الختيم أحمد الحاج( السودان)/

سر الختيم أحمد الحاج

تعززت العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية و باقي دول القارة الإفريقية خلال السنين الأخيرة بفضل رؤية وحكمة جلالة الملك، الذي برهن من خلاله المغرب على أنه فاعل أساسي في تنمية القارة وفي تطورها، إذ وضع صاحب الجلالة، الملك محمد السادس، بلدان القارة السمراء ضمن الأولويات الإستراتيجية و الاقتصادية للمملكة، والتي ترجمت عبر الانفتاح المستمر نحو دول افريقية ساهم فيها بشكل تدريجي و ممنهج ومن خلالها في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني و تعزيز العلاقات و خلق الاستثمارات بالمنطقة، هذا إضافة إلى تفعيل برامج تنموية سعى المغرب من خلالها إلى تكوين الأطر الإدارية للمؤسسات العمومية لهذه الدول الافريقية، خصوصا منها دول غرب افريقيا.

والمغرب الذي عمل على تنزيل استرتيجيته بافريقيا لم يكن ذلك اعتباطا، وإنما بناء على ما راكمه من خبرة خلال تجاربه الإصلاحية التي أصبحت نموذجا يحتذى بها في العديد من الدول ليس في إفريقيا لوحدها، إنما في باقي الدول حتى المتقدمة منها، إذ سهر المغرب منذ أن اعتلى جلالة الملك محمد السادس العرش على تطوير مناخ الأعمال، واستقطاب المستثمرين و تجويد البنيات التحية للبلاد، مع الحرص الشديد على الأمن الداخلي و السلم الاجتماعي وفق مقاربة تشاركية ديمقراطية ساهمت فيها كل الحساسيات الوطنية السياسية منها و الجمعوية والحقوقية والأكاديمية ورجال المال والأعمال، مكنت من رفع النمو الاقتصادي للمملكة في شتى المجالات .

جلالة الملك محمد السادس

ولذلك، ليس غريبا على المملكة المغربية أن تكون شريكا دائما للشعوب الإفريقية في نمائها وفي تقدمها ، وهي التي تستقبل الآلاف من طلابها وكوادرها التي تتكون وتتدرب وتدرس أيضا في كبريات المعاهد والجامعات المغربية التي يشهد لها بتميزها وكفاءة أطرها التعليمية، و المملكة التي تعد المدافع الشرس على إفريقيا في المحافل الدولية، والحريصة على تنمية افريقيا، إذ يؤكد ذلك خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في العديد من الخطب الملكية، نذكر منها خطاب ” أبيدجان ” الذي ألقاه جلالة الملك في افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري بأبيدجان في 24فبراير 2014 ، “أما المصداقية، فتقتضي أن يتم تسخير الثروات التي تزخر بها قارتنا، في المقام الأول، لصالح الشعوب الإفريقية. وهو ما يستوجب وضع التعاون جنوب-جنوب، في صلب الشراكات الاقتصادية بين بلدانها. وفي إطار انفتاحها، ستواصل إفريقيا تطوير علاقاتها المثمرة مع الدول التي تربطها بها أواصر تاريخية عميقة، وتجمعها بها الكثير من عناصر التقارب والانسجام. ورغم أن هذه الروابط تشكل مقومات أكيدة فإنها لوحدها أصبحت غير كافية. فقد صار من الضروري، في الوقت الراهن، أن تتم مواكبة هذه العلاقات بعمل يتسم بالمصداقية وبالالتزام القوي. ذلك أنه لا مجال للحديث عن المكاسب الثابتة أو عن المعاقل الحصينة، التي هي حكر على أحد دون غيره. فقد أصبح من الوهم الاعتقاد بعكس ذلك”.

هذا المقتطف من خطاب جلالته يؤكد  الرؤية الإفريقية لجلالة الملك، التي رسخت القناعة التامة لدى الأفارقة من أجل الابتكار في البرامج و السياسات التنموية التي تقوم على قيم التضامن الاجتماعي بين جميع الدول للنهوض بالتنمية البشرية في إفريقيا.

وضمن أوجه التضامن الاجتماعي ما قامت به المملكة المغربية خلال جائحة كورونا التي ضربت إفريقيا، كما باقي دول العالم، اتجاه الأفارقة، حيث اقترح جلالة الملك إرساء إطار عملياتي لمواكبة البلدان الإفريقية في تدبير كوفيد19،  ولهذا الغرض تم إنشاء مصنع للقاحات وسط المغرب لتحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني، وتزويد إفريقيا باللقاح، تفاديا لأي خصاص قد يحدث في الإمدادات الدولية للدول الإفريقية من هذا اللقاح الذي يظل وباء كورونا غير متحكم فيه إلى الآن.

إن التعاون الذي يدعمه جلالة الملك بالقارة السمراء، وفي هذه الظروف الوبائية العصيبة، ينم عن حس المسؤولية الإنسانية التي أبانت عنها المملكة اتجاه أشقاءها وأصدقاءها الأفارقة، مما عُد المغرب بذلك  شريكا دائما ومستمرا في خلق الأفكار والحلول الدينامية، وفق رؤية تضامنية مع باقي شعوب القارة الإفريقية.

 

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button