عجز في ميزانية السعودية للربع الأول مع ارتفاع الإنفاق وتراجع النفط

سجلت الميزانية السعودية عجزًا بقيمة 58.7 مليار ريال، أي ما يعادل 15.65 مليار دولار أمريكي، خلال الربع الأول من العام الجاري 2025. ويأتي هذا العجز في ظل استمرار الزيادة في الإنفاق الحكومي السعودي، والتي تزامنت مع خفض إنتاج النفط ضمن اتفاق “أوبك+”، بالإضافة إلى انخفاض متوسط أسعار النفط الخام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2024.
وبحسب بيانات صادرة عن وزارة المالية السعودية، فإن هذا العجز جاء مصحوبًا بتراجع في إنتاج النفط بنسبة 1% ليصل إلى 8.95 مليون برميل يوميًا وفقًا لتقديرات منظمة أوبك. كما انخفض متوسط سعر نفط “برنت” القياسي بنسبة 8% ليصل إلى 75 دولارًا للبرميل مقارنة بالربع الأول من عام 2024.
وقد انخفض إجمالي الإيرادات السعودية نتيجة لتراجع إيرادات النفط بنسبة 18% لتصل إلى 150 مليار ريال (40 مليار دولار أمريكي). في المقابل، سجلت الإيرادات غير النفطية ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 2% لتصل إلى 114 مليار ريال (30.4 مليار دولار أمريكي).
وأكدت وزارة المالية السعودية أن الإنفاق الحكومي لا يزال عند مستويات مرتفعة، وذلك في إطار دعم المشاريع التنموية الضخمة والاستراتيجيات القطاعية والمناطقية التي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تستمر الحكومة في تعزيز منظومة الدعم الاجتماعي لحماية المواطنين من التداعيات الاقتصادية المحلية والعالمية، ودعم السلع والخدمات الأساسية المستوردة، واستمرار الدعم المالي الإضافي في برنامج حساب المواطن وزيادة الحد الأدنى الأساسي لاحتساب معاش الضمان الاجتماعي، إلى جانب جهود الارتقاء بمستوى الخدمات العامة المقدمة للمواطنين والمقيمين.
تجدر الإشارة إلى أن الميزانية السعودية سجلت عجزًا بقيمة 115.6 مليار ريال في عام 2024، مع ارتفاع الإنفاق إلى 1.37 تريليون ريال وإيرادات بلغت 1.26 تريليون ريال. وكانت الحكومة السعودية قد أقرت ميزانية عام 2025 بتقديرات للإنفاق تبلغ 1.29 تريليون ريال مقابل إيرادات متوقعة بقيمة 1.18 تريليون ريال، مما يشير إلى عجز متوقع قدره 101 مليار ريال، وهو ما يمثل 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي، ولكنه يبقى أقل من العجز المسجل في العام السابق.