
بقلم: الاستاذ مولاي الحسن بنسيدي علي
في زمن تتداخل فيه الحقائق مع الأوهام، وتُشوَّه فيه المعطيات لخدمة أجندات ضيقة، يظل المغرب بثوابته ومؤسساته ونظامه السياسي العريق، شامخًا بمكانته الراسخة بين الأمم. فبدبلوماسيته الحكيمة وقراراته المتزنة، لم يكن يومًا في موقع التساؤل أو التشكيك، بل هو من يضع النقاط على الحروف، ويفرض منطقه على الساحة الدولية برؤية واضحة ومسؤولية تاريخية.
وعلى النقيض من هذا النهج المتزن، يبرز بعض المهرطقين الذين يعتاشون على الخطاب الشعبوي، ويغذّون أوهامهم بالأكاذيب والتضليل، متناسين أن التاريخ لا يُكتب بالأهواء ولا تُغيره الأباطيل. إنهم غثاء كالسيل، أصواتهم تعلو حينًا لكنها سرعان ما تخفت أمام صلابة الحقيقة ووضوح الرؤية.
في هذا السياق، يظهر المدعو نكاز، الذي كان إلى وقت قريب يتحدث عن ضرورة استتباب الأمن في المنطقة، قبل أن ينقلب على مواقفه مدفوعًا بأوهام من أوهموه بمناصب واهية، فانقاد كغيره ممن سبقوه إلى لعبة خاسرة، ظنًّا منه أن التلاعب بالحقائق قد يمنحه شرعية مفقودة. لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر، فكان مصيره السقوط في مستنقع التهميش، ورُحِّل إلى حيث تنعدم حتى الضروريات، ليجد نفسه وسط الطوابير بحثًا عن أبسط مقومات الحياة.
أما المغرب، فسيظل ماضيًا بثبات في مسيرته التنموية، متمسكًا بسيادته ووحدته، بقيادة ملكه وشعبه وأجهزته الأمنية، متحصنًا بحقائق التاريخ لا بأوهام الواهمين.