#ترامب#غزةHot eventsأخبارأخبار سريعةشرق أوسط

قمة وراء قمة.. الدول العربية ورحلة البحث عن ريفيرا الشرق الأوسط

بقلم: مصطفى بوريابة
في عالمنا العربي، أصبح مصطلح “القمة الطارئة” بمثابة الجملة المفتاحية التي تُستخدم للتعامل مع أي قضية ساخنة أو أزمة مستمرة. فكلما اشتعلت نار الأزمة في مكان ما، يتم الإعلان عن قمة طارئة، مما يجعلنا نتساءل: هل أصبحت هذه القمم مجرد تقليد أم أنها تحمل في طياتها فعلاً حلولًا عملية؟

في الوقت الذي يعكف فيه الزعماء العرب على عقد القمم الطارئة للتصدي للأزمات المتعددة، يبدو أن هناك قضية واحدة ترفض أن تُحل على طاولة هذه القمم: غزة. فبينما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن عن “ريفييرا الشرق الأوسط” في قطاع غزة، كان زعماؤنا العرب يختتمون قمة طارئة بقعد قمة طارئة أخرى دون أن يقدموا أي حلول جذرية، بل تبقى القرارات مثل الورق الذي يرمى في البحر.

لنلقِ نظرة على آخر القمم الطارئة، حيث دُعي القادة العرب للاجتماع في القاهرة تحت شعار “دعم القضية الفلسطينية”، في الوقت الذي يُخطط فيه ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة وتحويله إلى ما يشبه منتجعًا فاخرًا على البحر الأبيض المتوسط. فما الذي حدث في تلك القمة؟ لا شيء جديد، إلا بعض التصريحات العامة والوعود التي سرعان ما تختفي تحت الرماد. بينما العالم يتجه نحو تغيير الواقع على الأرض، نكتفي نحن بحضور اجتماعات ومؤتمرات تكرس نفسها في دائرة مفرغة.

كل قمة طارئة تُختتم بتشكيل لجان، وإصدار بيانات مؤيدة لحقوق الفلسطينيين، مع التأكيد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. ولكن هل هذه البيانات لها تأثير حقيقي؟ في الوقت الذي يعلن فيه ترامب عن مشروعه “المثير للجدل”، يبدو أن الفعل العربي لا يزال يتردد في حدود التنديد والمطالبات دون خطوات عملية يمكن أن تغير الوضع القائم.

أما على الأرض، في غزة، فعلى الرغم من تصريحات القادة العرب، لا يزال القطاع يعاني من الحصار والتدمير المستمر. بل إن الخطة المصرية التي يتم تداولها الآن بشأن غزة تتحدث عن تشكيل “قوة استقرار دولية” وحلول مؤقتة في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى حلول دائمة وحقيقية. هل سيحل هذا الوضع المتأزم؟ أم أن هذا مجرد حلقة جديدة في مسلسل القمم الطارئة؟

بينما نعدّ القمم الطارئة وننتظر قرارات جديدة، يتابع ترامب مخططه لتفريغ غزة وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. أما نحن، فكلما اجتمعنا، نكرر نفس العبارات، وننسى أن الواقع يتغير بعيدًا عن طاولات القمم.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button