ناميبيا تودّع مؤسسها سام نجوما في جنازة رسمية مهيبة

ودّعت ناميبيا يوم امس السبت رئيسها المؤسس سام نجوما، الذي قاد البلاد نحو التحرر من نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، في جنازة رسمية شهدتها العاصمة ويندهوك. ودُفن نجوما، الذي توفي عن عمر ناهز 95 عامًا، في “مقبرة الأبطال” حيث يرقد أبرز رموز النضال الوطني.
وحضر مراسم التشييع أفراد أسرته، بمن فيهم أرملته وأبناؤه وأحفاده، إلى جانب قادة أفارقة حاليين وسابقين، جاؤوا لتكريم الرجل الذي وصفوه بـ”رمز إفريقيا” وصوتها المدافع عن حرية شعوبها.
وفي كلمة مؤثرة، قال الرئيس الناميبي الحالي، نانجولو مبومبا: “على هذه الأرض المقدسة حيث يرقد أبطال وبطلات ناميبيا، نودّع اليوم ابنًا بارًا من أبنائها، وزعيمًا فذًا ورمزًا ثوريًا.”
منذ ساعات الصباح الباكر، توافد آلاف المواطنين من مختلف أنحاء البلاد إلى “مقبرة الأبطال” لتقديم واجب العزاء لهذا القائد الذي بدأ حياته راعيًا للمواشي قبل أن يصبح قائدًا لحركة التحرر ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
ووصفت بيندوكيني إيثانا، نائبة رئيس مؤسسة سام نجوما، الراحل بقولها: “كان نجوما تجسيدًا حيًا للنضال من أجل تحرير الإنسان الإفريقي. منذ خمسينيات القرن الماضي، وقف في وجه التمييز العنصري والفصل العرقي، وكان من أوائل من رفعوا راية المقاومة.”
شغل نجوما منصب رئيس ناميبيا لثلاث فترات متتالية من عام 1990 حتى 2005، وحظي بتقدير واسع لدوره في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد بعد الاستقلال.
واستمرت ناميبيا في الحداد الرسمي على نجوما لمدة 21 يومًا، حيث نُكست الأعلام وأقيمت مراسم تأبينية في مختلف أنحاء البلاد. كما طاف جثمانه سبع مناطق رئيسية، بما في ذلك قريته “إتوندا” في منطقة “أوكاهاو”، حيث نشأ.
واختُتمت مراسم الجنازة بإطلاق 21 طلقة تحية للراحل، تزامنًا مع تحليق طائرات سلاح الجو الناميبي فوق المقبرة، بينما أنزل جثمانه المغطى بعلم ناميبيا إلى مثواه الأخير وسط مشاعر الحزن والاحترام.
سام نجوما، القائد الذي ارتبط اسمه بتحرير ناميبيا، سيظل رمزًا خالدًا للنضال من أجل الحرية والكرامة في إفريقيا.