خطة مصر حول غزة.. رؤية لتهدئة الأوضاع ومواجهة مخطط ترامب

في خطوة جديدة تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى قطاع غزة، أعلنت وكالة “رويترز” عن تفاصيل مسودة خطة أعدتها الحكومة المصرية لمواجهة المقترحات الأمريكية الخاصة بالقطاع. وقد عكفت مصر على إعداد هذه الرؤية، التي سيتم تقديمها في القمة الطارئة لجامعة الدول العربية في القاهرة، لمواجهة التحديات التي طرحتها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تشمل تهجير سكان القطاع وتحويله إلى ما وصفه البعض بـ “ريفييرا الشرق الأوسط”.
● أبرز ملامح الخطة المصرية
الخطة التي تسعى مصر من خلالها إلى تهدئة الأوضاع في غزة وضمان استقرارها، تتضمن مجموعة من النقاط الهامة التي تهدف إلى تحقيق تسوية سياسية وتأمين المساعدات الإنسانية وتوفير بيئة مناسبة لإعادة إعمار القطاع.
1. بعثة مساعدة الحكم الرشيد: تتضمن الخطة تشكيل “بعثة مساعدة الحكم الرشيد” التي ستحل محل حكومة غزة الحالية لفترة انتقالية غير محددة. هذه البعثة ستكون مسؤولة عن تقديم المساعدات الإنسانية، وبدء عملية إعادة إعمار غزة التي تضررت بشكل كبير بسبب الحروب المتتالية. كما تشدد الخطة على أن التمويل الدولي لإعادة الإعمار سيكون مشروطًا بتغيير الوضع السياسي الحالي في غزة، بحيث لا تظل حركة حماس المسيطرة.
2. قوة استقرار دولية: من أجل ضمان الأمن في غزة، تقترح الخطة تشكيل “قوة استقرار دولية”، وهي عبارة عن تشكيل عسكري يتألف بشكل رئيسي من دول عربية تكون مهمته الحفاظ على الأمن في القطاع بعد إضعاف السيطرة العسكرية لحركة حماس. في المستقبل، من المقرر أن يتم تأسيس قوة شرطة محلية تتولى المسؤولية الأمنية.
3. مجلس توجيه وإدارة: كما تقترح الخطة إنشاء مجلس توجيه وإدارة يتولى مهام الإشراف على الهيئات الأمنية والإدارية في القطاع. يتكون هذا المجلس من دول عربية رئيسية إلى جانب دول أخرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى بعض الأطراف الفاعلة الأخرى في المنطقة.
4. صندوق دعم للهيئة الحاكمة المؤقتة: تستشرف الخطة أيضًا إنشاء صندوق دولي لدعم الهيئة الحاكمة المؤقتة في غزة، وتنظيم مؤتمرات للمانحين بهدف توفير المساهمات اللازمة لإعادة الإعمار والتنمية طويلة الأجل. ويتضمن ذلك تنسيق الجهود بين مجلس التوجيه ومجلس استشاري يتكون من أكاديميين وقادة منظمات غير حكومية وشخصيات بارزة.
● رفض المقترحات الأمريكية
إحدى النقاط الحاسمة في الخطة المصرية هي رفضها الصريح للمقترح الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وقالت مصادر مسؤولة في حماس إن الحركة ترفض أي محاولات لفرض مشاريع أو إقامة إدارة غير فلسطينية أو تواجد قوات أجنبية على أرض غزة، مؤكدين أن “اليوم التالي في غزة يقرره الفلسطينيون فقط”.
● آمال في قمة القاهرة
في الوقت الذي تتبلور فيه هذه الخطة، تستعد مصر لاستضافة قمة طارئة لجامعة الدول العربية في القاهرة، بمشاركة عدد من رؤساء الدول العربية، وذلك بالتنسيق مع مملكة البحرين، الرئيس الحالي لمجلس الجامعة. ستكون القمة فرصة لتأكيد الموقف العربي الموحد بشأن القضية الفلسطينية، مع التركيز على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
● تعزيز التعاون العربي
من ضمن بنود خطة مصر أيضًا، تنسيق الجهود بين الدول العربية لتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية بالتعاون مع مصر والأردن تمهيدًا لنشرهم في قطاع غزة. كما سيتم تشكيل لجنة خاصة لإدارة شؤون القطاع خلال فترة انتقالية محددة، والتي تضمن استقرار الأوضاع في غزة وتنظيم عمليات إعادة الإعمار.
● التحديات والمستقبل
رغم الإصرار العربي على رفض خطة ترامب ورفض أي شكل من أشكال التهجير الجماعي، تبقى الخطة المصرية في حالة نقاش مستمر، وتواجه تحديات كبيرة تتعلق بمدى قبول حماس والسلطة الفلسطينية للمقترحات الواردة. في النهاية، تبقى آمال الفلسطينيين معلقة على وحدة الموقف العربي ونجاح الجهود الدولية في تقديم الدعم الكافي لقطاع غزة دون المساس بحقوق أهله.
في هذا السياق، يبقى قطاع غزة نقطة محورية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وسيظل محورًا رئيسيًا في أي مفاوضات مستقبلية من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.