أخبارالرئيسيةجهات المملكةصحافة وإعلام

هشام كزوط..الإعلامي ناقل للمعلومات و فاعل اجتماعي قادر على بناء الصرح الديمقراطي

متابعة/ ربيع كنفودي

في مداخلة له حول “حرية التعبير في الحقل الإعلامي بين فلسفة الأخلاقيات والضوابط القانونية: من العنف الرمزي إلى الضبط الاجتماعي”، قال الدكتور هشام كزوط منسق ماستر الصحافة والإعلام الرقمي بجامعة محمد الأول بوجدة، إن المنظور الفلسفي للحرية يتحدد باعتبارها ضرورية للوصول إلى الحقيقة وتطور الفكر البشري حسب “جون ستيوارت ميل”، وأن الحرية معيار لتقييم الفعل الأخلاقي، وفقا للتحديد الإجتماعي والتاريخي والسياسي للمجتمع.

و اعتبر كزوط في مداخلة له في ندوة نظمتها كلية الاداب والعلوم الانسانية ببني ملال مؤخرا، ” الإعلامي ليس ناقلا للمعلومات فقط، بل هو فاعل اجتماعي يتحمل مسؤولية أخلاقية كبرى، فالاعلامي بمثابة المثقف العضوي، الذي يجعل من الإعلام فضاء عموميا، يسهم في النقاش العمومي العلني الحر القادر على بناء الصرح الديمقراطي”.

وعلاقة بالواقع الإعلامي، وفي ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة، ومع ظهور التقنيات الرقمية الجديد، تحدث الدكتور كزوط، عن ظهور العديد من الانزياحات الأخلاقية والتجاوزات القانونية في الممارسة الإعلامية، والتي شكلت نوعا من العنف الرمزي في الرسالة الإعلامية تتجلى أولى صورها من خلال التضليل الإعلامي لعقول الجماهير على حد قول “باولو فرير”، فهو أداة القهر الجديدة لتطويع الرأي العام واحتواء المجتمع من ثمة تحقيق الضبط الإجتماعي.. كما تتجلى أيضا، في إضعاف الحساسية ضد الممنوعات الثقافية والثوابت المجتمعية عبر الاستهتار بالقيم الانسانية والمجتمعية بتتبع عورات المشاهير وانتهاك الحياة الخاصة للأفراد، إلى جانب التشكيك في الحقائق والقضايا التاريخية بين التهويل والتهوين، تبعا لسياسات الخط التحريري للوسيلة الإعلامية.

من جهة أخرى، تتضح صور الانزياحات الأخلاقية في الممارسة الإعلامية في التهافت وهوس تتبع عورات المشاهير والفناجيل والانسياق وراء التفاهات في كل المجالات في ظل انتشار ثقافات سطحية وهجينة نتيجة السلوكيات العنيفة المتخفية أو ما يسميه (جون بودريار) “شفافية الشر والعنف” في مواقع التواصل الإجتماعي، فوفرة المحتويات الرقمية فرضت الإذعان والرضوخ لعنف التقنية والحتمية التكنولوجية.

في مقابل التمرد على الذات والواقع الاجتماعي تماشيا مع فلسفة مجتمع ما بعد الحداثة..وختم الدكتور هشام كزوط أستاذ علوم الإعلام والاتصال ومنسق شعبة ماستر الصحافة والإعلام الرقمي، لقد بات ضروريا اليوم إعادة النظر في أركان المسؤولية الاجتماعية للاتصال الجماهيري، بالاهتمام أكثر بتجديد الفلسفة الأخلاقية لمهنة الصحافة ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وتحيين جزاءاتها التأديبية، من خلال الاستفادة من الرؤى الفلسفية المعاصرة، والاجتهادات القضائية المصاحبة للتجاوزات التي أضحت تشهدها مهنة المتاعب، وذلك بتبيان دقيق للقواعد السلوكية والأخلاقية، وتحديد مفصلي لكل الالتزامات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل صحافي وصحافية أو القائم بعملية الاتصال في البيئة الرقمية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تفقد أيضا
Close
Back to top button