
قالوا ناس زمان “وجدة نهار تولي حمامة، دعيو عليها بالسلامة”.. مثل يصدق حال وجدة الألفية التي أصبحت تعيش وضعية اقتصادية كارثية، للأسف تسبب فيها فشل السياسات المتعاقبة، سوء الحكامة والتدبير، إلخ من الأسباب..
مع خطاب 18 مارس 2003 الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بوجدة، والذي جاء بحمولة كبيرة من المشاريع والاوراش، ضخت فيها ميزانية استثمارية ضخمة، تنفست المدينة والساكنة، وفرحت فرحا عارما، خصوصا وأن هذا سينفض علينا غبار المغرب غير النافع الذي كنا نعيش فيه ونتداوله باستمرار، لكن، وكما يقول المثل المصري “يا فرحة ما تمت”، ها هي وجدة المدينة الألفية، التي حظيت بلقب عاصمة الثقافة العربية بتاريخ 14 أبريل 2018، تعود لحالها، بل ازدادت سوءا، ليبدأ مسلسل الأزمات بهذه المدينة.

أزمة البطالة، أزمة الركود التجاري، أزمة اجتماعية بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار، واللائحة طويلة، لتختم هذه الأزمة بأزمة النقل الحضري الذي خلق حالة من الاحتقان الإجتماعي، إضرابات، واعتصامات، ووقفات واحتجاجات.
الجميع يتساءل عن الأسباب التي أدت إلى تفاقم واستمرار هذه الوضعية الكارثية، والجواب لا يقبل التأويل والتفسير، وكما يقال، “واضح وضوح الشمس في نهار جميل”، لكن في وجدة “نهار خايب”، السبب هو سوء وفشل المسيرين والساهرين على تدبير المدينة، تسيير كان “أجمل وأفضل” لهم، لكن كان أسوء على المدينة..
فإلى متى ستبقى مدينة وجدة رهينة فشل وسوء حكامة الساهرين على تدبير شؤونها وشؤون ساكنتها، وماذا بعد هذه الوضعية الكارثية، هل سيتم اتخاذ قرارات حاسمة لتغيير الحال، أم سنبقى نردد قصيدة المنفرجة حتى تنفرج.