أخبارإفريقياالرئيسيةتقارير وملفات

إفريقيا ترفض مناورة“سادك”و دعم قوي لسيادة المغرب على صحرائه

في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أقدمت مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC) يوم 2 أبريل 2025 على توقيع مذكرة تفاهم مع الكيان الانفصالي المعروف بـ”البوليساريو” وهي الخطوة التي فجرت موجة من الرفض الحاد والاستنكار الرسمي من عدد من الدول الأفريقية التي سارعت إلى تأكيد دعمها الراسخ لوحدة أراضي المملكة المغربية وسيادتها على أقاليمها الجنوبية.

تحرك انفرادي يهز مصداقية “سادك”

المذكرة التي وقعت في جابورون عاصمة بوتسوانا، تمت دون استشارة مسبقة للدول الأعضاء ما شكل خرقا سافرا لقواعد العمل الجماعي داخل المنظمة وانحرافا عن اختصاصاتها الإقليمية المحددة.كما أثارت هذه الخطوة تساؤلات حول حياد الأمانة التنفيذية لـ”SADC” وتورطها في أجندات خارجية خصوصا تلك المدفوعة من النظام الجزائري الداعم الرئيسي للانفصال في الصحراء المغربية.

رفض أفريقي واسع… ودعم متزايد للمغرب

خلال أقل من أسبوعين،صدرت مواقف رسمية من ثلاث دول أفريقية رئيسية جزر القمر-زامبيا ومالاوي عبرت فيها بصراحة عن رفضها التام لهذه المبادرة الأحادية وغير القانونية، مجددة دعمها الثابت لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي وذي مصداقية،يحظى بإشادة متزايدة من القوى الإقليمية والدولية.

جزر القمر: المذكرة باطلة قانونيا

في 7 أبريل 2025،وجهت حكومة جزر القمر مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمانة التنفيذية لـ”SADC”،اعتبرت فيها أن توقيع مذكرة مع كيان غير معترف به من الأمم المتحدة يشكل خرقا واضحا للقانون الدولي وتجاوزا لاختصاصات المنظمة، مشيرة إلى أن ملف الصحراء المغربية يقع حصريا تحت سلطة مجلس الأمن واستندت جزر القمر إلى المادة 5 من الميثاق التأسيسي لـ”SADC” والتي تحصر نطاق عمل المجموعة داخل منطقة الجنوب الأفريقي ما يجعل هذه المذكرة “لاغية وغير ملزمة”.

زامبيا: دعم لا لبس فيه للمغرب

في 8 أبريل،أرسلت زامبيا مذكرة دبلوماسية إلى السفارة المغربية في لوساكا،عبرت فيها عن “دعم لا لبس فيه” لمبادرة الحكم الذاتي المغربية واعتبرت أن مذكرة التفاهم الموقعة مع “البوليساريو” تفتقر لأي أساس قانوني أو سياسي مؤكدة أن الحل الوحيد المقبول والمتفق عليه هو ذلك الذي يقوم على سيادة المغرب ووحدته الترابية.

مالاوي: المذكرة مرفوضة جملة وتفصيلا

وفي 14 أبريل،لحقت مالاوي بركب الدول الرافضة إذ عبرت عبر مذكرة رسمية عن “رفض قاطع” لمذكرة التفاهم معتبرة أنها لا تعبر عن موقف الدولة المالاوية ومؤكدة أن خطة الحكم الذاتي المغربي هي الحل الواقعي الوحيد الذي يستجيب لتطلعات الساكنة المحلية ويخدم الأمن والاستقرار الإقليميين.

الجبهة الانفصالية خارج الشرعية الدولية

المواقف الأفريقية المتتالية تعيد تأكيد حقيقة راسخة: “البوليساريو” كيان وهمي لا يحظى بأي اعتراف أممي ويفتقر للشرعية القانونية والسياسية التي تعطيه صفة الدولة. فالأمم المتحدة لا تعترف به ولا توجد له سيادة فعلية على الأرض كما أن عدد الدول المعترفة به في القارة يتقلص بشكل متسارع،نتيجة تحول المواقف وانكشاف الخلفيات السياسية التي تحرك هذا الكيان المصطنع.

المغرب يعزز موقعه القاري والدولي

التصعيد الأخير داخل “سادك” لم يؤثر على المسار التصاعدي لدعم المملكة المغربية،بل زاد من ترسيخ قناعات عدد من الدول الأفريقية بعدم جدوى دعم أجندات الانفصال. ويأتي هذا في وقت عززت فيه الولايات المتحدة في 8 أبريل 2025، دعمها لمخطط الحكم الذاتي المغربي معتبرة إياه “الأساس الوحيد لحل دائم للنزاع” وهي رسالة سياسية واضحة تضعف موقف الأطراف المناوئة للوحدة الترابية للمملكة.

خلاصة المشهد: المغرب يكسب معركة الشرعية

التحولات الأخيرة تبرهن على أن المغرب بات يحظى بدعم واسع داخل القارة الأفريقية وخارجها وأن مواقف الدول تتجه تدريجيا نحو الواقعية السياسية بعيدا عن الشعارات الخاوية والولاءات الإيديولوجية.وفي مقابل الارتباك الواضح الذي يسم تحركات الجبهة الانفصالية ورعاتها، يواصل المغرب تموقعه كقوة استقرار وتنمية في القارة مستندا إلى شرعية تاريخية قانونية ودبلوماسية متينة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button