إيكونوميست..جنرالات الجزائر يصرفون أزمتهم الداخلية نحو افتعال حرب مع المغرب
ذكرت مجلة “إيكونوميست”، أن الخطاب الناري الصادر من الجزائر، تجاه المغرب، والخلاف مع إسبانيا بشأن خط تصدير الغاز، نابع من السياسة الداخلية، لكنه يتسبب في مفاقمة النزاع الطويل مع المغرب.
وقالت المجلة في تقريرها إلى أن المواجهة بين الجارين، ربما انحرفت نحو الحرب. ويعود التوتر بين البلدين إلى عام 1963 عندما قاتل البلدان “حرب رمال” قصيرة في نزاع على منطقة من الأرض الحدودية استولت عليها الجزائر بعد عام من استقلالها عن فرنسا.
ونشرت أنه “ومنذ ذلك الوقت تعمق النزاع الإيديولوجي مع المغرب. فالمغرب هو ملكية محافظة ، أما الجزائر فهي عضو في حركة دول عدم الانحياز وكانت على علاقة صداقة مع الاتحاد السوفييتي السابق. وأغلقت الحدود البرية بين البلدين عام 1994 بشكل أفرح المهربين وأزعج البقية.
وكانت الجزائر في السبعينات من القرن الماضي قد بدأت بتقديم الدعم لجبهتها الوهمية “بوليساريو”.
وأكدت المجلة إلى أن قرار إغلاق خط الغاز مرتبط بالأحداث في الصحراء المغربية التي حصل فيها المغرب على مكاسب عسكرية ودبلوماسية. ولن يترك القرار آثارا مؤلمة على المغرب واقتصاده، لأن نسبة 60% من الطاقة تولد من النفط، وتم تحويل محطتين تعملان على الغاز لمواجهة الطلب في وقت الذروة، وناقش المسؤولون المغاربة شراء شحنات غاز من قطر التي تعتبر أكبر مصدر للغاز المسال في العالم.
وقام المغرب بإصدار عطاءات لإنشاء محطة لإعادة تدوير الغاز، كما أنه يدفع باتجاه استخدام الطاقة المتجددة. وزادت التظلمات الجزائرية في الفترة الأخيرة.
وأوردت المجلة أن الملك محمد السادس حاول تخفيف حدة التوتر في العام الماضي ودعا للحوار في خطاب العرش السنوي. ولكن الجزائرين ليسوا راغبين بالمصالحة على ما يبدو.
وقالت أن الجزائر في وضع سيء، فالحركة الاحتجاجية التي عرفت باسم “الحراك” أدت قبل ثلاثة أعوام للإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد 20 عاما في السلطة. وعبر المحتجون عن أملهم من ظهور قادة يمثلون الجيل الجديد. ولكن سقوط بوتفليقة أدى إلى إضفاء الرسمية على السلطة وهم “زمرة من الرجال الذين غطى الشيب رؤوسهم وأداروا العرض طوال حكم بوتفليقة”.
ولفتت المجلة إلى أن الجنرالات “لم يفعلوا أي شيء لإصلاح الإقتصاد، الذي يعاني من وضع مخيف ومحاربة الفساد ومعالجة البطالة التي وصلت إلى 12% وهي أعلى بين الشباب وزادت نسبة التضخم إلى 8.5% في العام الماضي”، وأن “افتعال أزمة مع المغرب هي طريقة لتعبئة الشعب المحبط. ويبدو أن الطرفين يتجهان نحو النزاع. ولدى الجزائر والمغرب ثاني وثالث أكبر جيوش القارة الإفريقية. وبميزانية دفاعية تصل إلى 9.1 مليارات دولار، فالجزائر هي سادس أكبر مستورد للسلاح في العالم. وينفق المغرب 5.4 مليارات دولار على الأسلحة، بزيادة الثلث عام 2019”. ونسبة الإنفاق الجزائري المحلي العام على التسليح، هي 5.6% مقابل 4.2% بالنسبة للمغرب، لكن الجزائريين ليسوا راغبين بالحرب أكثر من قادتهم.
ويرغب الشباب الجزائري من حكومتهم التركيز على الوظائف والإقتصاد بدلا من التهديد بالحرب. كما أن الأوروبيين يخشون من تطور الأحداث على الجانب من البحر المتوسط. ففي العام الماضي حصلت إسبانيا على نسبة 40% من غازها الطبيعي من الجزائر.
تعليق واحد