استوقفني هذا التعبير “وليد عوض وحيد” وهي ” تدوينة لأحد المهتمين في منصات التواصل الاجتماعي” ، سيما وان التدوينة رافقت الإعلان الرسمي عن مهام “وليد الركراكي” كناخب وطني، لأهم رياضة بالمغرب على الإطلاق، وانتشارها كالنار في الهشيم داخل الفضاء الأزرق.
والكل يعلم أهمية الفضاء الافتراضي وثاثيره العاطفي على المتلقي وغياب العقل أحيانا في معالجة المستجد أو الخبر والتعامل معها بحذر.. على أي تدوينة من مهتم لا يمكن إلا أن تأخذ عل محمل الجد وذلك دون زيادة ان نقصان، ولماذا هذا الجد؟ وهو سؤال وجيه، تكمن إجابته في التصبر وعدم الانصياع وراء الاوهام والأحلام ذات القياس بدون علة.
وبالعودة لأهم نقطة في الموضوع هو تعيين وليد بشكل رسمي رافقته العديد من الأسئلة الآنية تتعلق بأحقية من سيحمل القميص الوطني، ثم الأهداف المسطرة بمعية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، زد على ذلك الطاقم التقني الذي سيشتغل مع الناخب الوطني، نهاية بالتواجد داخل كاس العالم وتأكيد الذات بحماسة منقطعة النظير، في حين أن أحقية تواجد اللاعبين الشباب بقيت رهينة الانتهاء من كاس العالم، لان الأخير بقي عليه أسابيع قليلة ولا يمكن تغيير مكونات المنتخب المغربي بنسبة كبيرة.
هذا التعيين الذي جاء في خضم صراع وخلخلة كروية كبرى داخل المنظومة، بدا بردا وسلاما على العامة لكن الخاصة تطرح معه أسئلة حارقة، أهمها هل هذا التعيين جاء في وقته او انه جاء لإخماد نار داخلية؟ ربما الأصل في التغيير هو ردود الفعل التي حامت بوحيد ، بينما النتائج واضحة ولها جوانبها الايجابية بحكم أن التأهل إلى كاس العالم في حين أن الإقصاء من كاس أفريقيا له مبرراته ، أساسها لم نشتغل منذ فوزنا بكاس أفريقيا الى هذا الحين على الفوز بكاس أفريقيا، وهنا بيت القصيد هل تصريح وليد بتواجده في نهائي كاس أفريقيا محفز للفوز بها.. حماس ايجابي وعمل قاعدي ينتظر فريقه التقني.
ولعل أرضية المنتخب الوطني والتحولات الايجابية في كرة القدم الوطنية ودبلوماسيتها الأفريقية، وتواجدها في المؤسسات القارية والأجهزة التقريرية عامل مؤسس لهذا الحماس ولهذا التغيير أيضا ، او العكس في ذلك تعيين وليد هو تكميلي لعمل قاعدي وضخ دماء شابة في مشروع طموح له أبعاده الثلاثية “القارية والعربية والدولية” رغم عدم الاعلان عن تفاصيل العقد والقيمة المالية لهذا التعاقد، أو امتصاص غضب شعبي يرى في غلاء الأسعار والاضطراب الاجتماعي أمر لا محيد عنه وأولوية اجتماعية لا مجال للرياضة فيها رغم أهميتها الاقتصادية ودورها في التنمية المستدامة،.
إذن هي مرحلة جديدة مع طاقم جديد في ظل منظومة كروية نقول عنها متجددة، وفق سياسة عمومية يغيب فيها التدخل الحقيقي للسلطة التشريعية لتقييم عمل مؤسسة فوض لها تدبير مجال رياضي قادر على تحقيق تنمية مستدامة، إلا أن الوضع الحالي يفرض رؤية مخالفة لما هي عليه كرة القدم المغربية أي تكوين جدي ومنتوج أفضل، واطر لها من الكفاءة ما هو قادر على خلق ثروة إنسانية تتقن ما تنتج.