أخبارتقارير وملفات

الخبرة الأمنية المغربية تستعد لتأمين مونديال قطر    

بدا يتزايد الطلب على الخبرات الأمنية المغربية، لقدرتها التحليلية والتوقعية للمعلومات، ما جعل إسبانيا أيضا تستعيد حيويتها في التعاون مع الأجهزة الاستخباراتية المغربية، معتبرة إياها تعاونا نموذجيا يحتذى به وواقعا يوميا ملموسا، كما تشهد على ذلك النتائج الإيجابية والفعالة المسجلة على المستوى العملي بين مصالح البلدين، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. كما أصبح الانتربول أيضا يعتمد على المغرب في الحصول على معلومات حول تنقلات الإرهابيين، فالمخابرات المغربية باتت تدرك خطر التسرب عبر الممرات الأوروبية ولديها معلومات عن انتقال الإرهابيين عبر تركيا نحو أوروبا وشمال إفريقيا. 
وحقق عبد اللطيف حموشي، الذي استحق أكثر من وسام في الداخل والخارج، نجاحات كبيرة، حيث تمكن من إحكام خطة استباقية فعالة، لمحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات، الأمر الذي مكن من تفكيك العشرات من الخلايا الإرهابية التي كانت تهيئ لاعتداءات وأعمال تخريبية وكذا تفكيك عدد من العصابات ذات الامتداد العالمي، خاصة وهو المشرف على إدارة مراقبة التراب الوطني ، وهي المؤسسة التي أثبتت نجاعتها وكفاءتها في مواجهة كل التهديدات المحيطة بأمننا العام، كما أثبتت فعالية تدخلها في الملفات الأمنية ذات التواصل مع الخارج. 

أبان عبد اللطيف حموشي عن مراس عال ورباطة جأش في إدارة الملفات، وبفضل هذا الرجل أصبح التعاون في المجال الأمني ميزة أساسية تجسد الشراكة المكثفة والمتميزة التي تربط بين الرباط وعدد من العواصم الغربية وعبر العالم، انطلاقا من باريس ومدريد وبروكسيل وموسكو، وصولا إلى أبيدجان وليبرفيل. 
وتشهد الإنجازات التي حققتها الاستخبارات المغربية على كافة مستويات التعاون الأمني بين العاصمة وعواصم أوربية وعربية وإفريقية على قدرة وحرفية المصالح الأمنية في مواجهتها للتحديات الأمنية التي تزداد صعوبة وتعقيدا، خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، والجريمة العابرة للحدود، ومختلف أشكال التهريب.
فقد أصبحت الاستخبارات المغربية، في عهد الحموشي، مشهودا لها بالكفاءة العالية في التعاون الأمني، وبفعاليتها في التعاون الثنائي مما يؤكد أهمية التعاون الأمني في تجنب تفجيرات دامية جديدة أو اعتقال مرشحين للتجنيد في مواقع التوتر العالمية سواء في بلدان إفريقية أو عربية.
وأدرك صناع القرار والمسؤولون المعنيون في المغرب وعدد من العواصم الغربية منذ سنوات، أهمية بل وضرورة تعزيز هذا التعاون، وتكييفه مع إكراهات الوضع الأمني، الوطني والإقليمي، الذي ما فتئ يزداد تعقيدا. وهذا ما شهده المغرب مؤخرا، على الساحة الإفريقية فبعد متابعة ما يجري في بلد مثل مالي من تحرك لحركات متطرفة لا تتردد في تنفيذ عمليات إرهابية زعزعت أمن واستقرار مالي، بل امتدت لتهديد منطقة الساحل والصحراء، تصاحبها حركات مافيوزية تتعاون بشكل وثيق مع حركات انفصالية تغذي العنف والإرهاب في المنطقة. 
والأكيد  أن الرصيد المعرفي والعملياتي الذي تتمتع به المصالح الأمنية المغربية قد اختمر بكيفية احترافية  في مواجهة العنف “الرياضي”، من خلال التكوين الذي تلقته محليا الأطر العاملة في مجال أمن الملاعب والاحتكاك  المتواصل بالتجارب الدولية الميدانية والاحداث الرياضية الكبرى، الأمر الذي يضع  المغرب في موقع  متميز  لنقل هذا  الكم  من الخبرات إلى واجهة التعاون مع قطر وغيرها من دول العالم. 
ونجح المغرب في تأمين مباريات دولية، وتمكن الأمن الوطني في إنجاح مباراة السوبر الأفريقي، حيث نزلت قيادات الأمن الى الميدان للوقوف على التدابير الأمنية، وقاد الإشراف الأمني عبد الطيف الحموشي، حيث وقف بنفسه على جميع الترتيبات الأمنية و التجهيزات لمنع أي شغب أو أفعال إجرامية، ورصد جهوزية العناصر الأمنية عبر كاميرات وفرق التدخل السريع و فرق مكافحة العصابات ورصد مداخل ومخارج الملعب التي أقيمت فيها المباراة. 

يعتبر التعاون الأمني بين المغرب وقطر تتويج للعلاقات الوطيدة في الآونة الأخيرة، حيث أسس المغرب لعلاقات متميزة مع البلدان الخليجية بصفة عامة. وتبحث قطر دوما عن شركاء موثوقين لهم خبرة وحنكة، خاصة على المستوى الأمني، لأن كأس العالم يطرح عليها تحديات كبرى ينبغي احتواؤها. وستعرف توافدا مهما للدول المشاركة في المونديال بالموازاة مع التوافد الجماهيري الكبير. وتعرف قطر المكانة المتميزة للمغرب في تنظيم هذه الملتقيات الرياضية الدولية. 
علما أن الإنفتاح القطري على التجربة الأمنية المغربية في تأمين التظاهرات الرياضية ليس وليد اليوم، بل توجد اتفاقيات مشتركة لتعزيز التعاون الأمني في العديد من المجالات خلال الأعوام الأخيرة. وتثق قطر على غرار دول الخليج، في القدرات الأمنية والدبلوماسية للمملكة المغربية، وهو ما يدل على نجاح السياسات المغربية في تدبير الأزمات الإقليمية، بما يشمل الأزمة الخليجية التي اندلعت في وقت سابق. كما أن التجربة الأمنية المغربية معترف بها عالميا من طرف القوى الكبرى والإقليمية، سواء فيما يتعلق بالموارد البشرية أو التجهيزات اللوجستيكية، وصار المغرب مدرسة أمنية بارزة بالمنطقة في ظل التحديات المطروحة. 
بلغت عملية الاستعداد لتنظيم نهائيات كأس العالم (الذي سيجرى في الفترة الممتدة ما بين 21 نونبر و18 دجنبر المقبلين) مرحلتها الأخيرة، إذ ستستضيف دولة قطر، التي يقل عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة، حوالي 1.5 مليون من المؤيدين، وهو تدفق من الناس يعادل 50 في المائة من سكانها. وهذا تحدي لوجستيكي حقيقي، ولكنه تحدي أمني أيضًا، وهو ما دفع الدوحة إلى استخدام وسائل رئيسية ومضاعفة اتفاقيات الشراكة، لذلك طلبت السلطات القطرية من المغرب الحصول على دعم في مجال المخابرات والأمن. 
وعملت قطر على توقيع اتفاقية شراكة مع المغرب من أجل إرسال المملكة للآلاف من رجال الأمن قصد المساهمة في التغطية الأمنية للمونديال بالنظر لخبرتها الكبيرة في هذا المجال. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب الزيارة الأخيرة التي قام بها المدير العام لمراقبة التراب الوطني والأمن الوطني عبد اللطيف حموشي لقطر ومُشاركته في “المعرض الدولي للأمن الداخلي والدفاع المدني – ميليبول قطر”، وتواجده حينها بغرفة العمليات المكلفة بالتدبير الأمني لنهائيات كأس العالم قطر 2022، حيث تبادل النقاش مع المسؤولين في إطار بحث سُبل التعاون بين المغرب وقطر في الملف الأمني. 
وكان المغرب قد سبق ووقع مع قطر على الإعلان المشترك بشأن تبادل المعلومات المتعلقة ببطولة كأس العالم. وقع الإعلان المشترك عن الجانب المغربي سفير المملكة بالدوحة محمد ستري وعن الجانب القطري العميد إبراهيم خليل المهندي رئيس وحدة الشؤون القانونية والاتصال بلجنة عمليات أمن وسلامة بطولة كأس العالم 2022.  

ويرمي هذا الإعلان المشترك، إلى التعاون الأمني بين البلدين، ومتابعة تنفيذ الخطط والاستراتيجيات الأمنية خلال كأس العالم، ودعم التعاون وتبادل المعلومات لحفظ الأمن ومكافحة الجريمة، ورفع مستوى أداء الأجهزة الأمنية المعنية بتأمين البطولة، لتوفير كل ما يسهم في تحقيق سلامة المشجعين خلال البطولة. 
وكان المغرب قد أكد في وقت سابق، دعمه لدولة على كافة الإمكانات والوسائل البشرية واللوجستية من أجل إنجاح تنظيم مونديال 2022. وقام عبد اللطيف حموشي على رأس وفد رفيع المستوى بزيارة قطر، همت المنشآت والملاعب التي ستستضيف البطولة، وخاصة ملعب “لوسيل”، الذي سيحتضن حفل الافتتاح والمباراة النهائية لكأس العالم، وهي الزيارة الأولى لمسؤول أمني أجنبي يتفقد هذه المنشأة الرياضية القطرية الضخمة.  
وتفقد حموشي أيضا مركز القيادة لمواجهة الهجمات الإلكترونية، وعقد جلسة عمل مع كبار المسؤولين القطريين، تقرر على إثرها أن يبعث المغرب فريقا من الخبراء في مواجهة الهجمات السيبرانية لتعزيز فعالية المركز. كما قام بزيارة إلى غرفة العمليات المكلفة بالتدبير الأمني لكأس العام قطر 2022. 
واستقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في مكتبه بالديوان الأميري عبد اللطيف حموشي، وذلك للسلام على سموه بمناسبة زيارته للشقيقة قطر لحضور المعرض الدولي الثاني عشر للأمن الداخلي والدفاع المدني، وحضر المقابلة معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ومدير الأمن العام القطري. 
وأجرى حموشي لقاءات عديدة مع مسؤولين أمنيين سامين بدولة قطر، التي تسعى إلى الاستفادة من التجربة الأمنية المغربية في تنظيم نهائيات كأس العالم 2022. ولا يشمل التنسيق الأمني بين الدوحة والرباط المجال الرياضي فقط، بل يمتد إلى مجالات استراتيجية أخرى، بالنظر إلى التجربة الأمنية الرائدة للمملكة على صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 
وشارك وفد من الشرطة المغربية في أعمال مؤتمر بعنوان “الميل الأخير من مونديال قطر لكرة القدم 2022″، الذي عقد يومي 22 و23 ماي المنصرم بالدوحة، والذي ضم ممثلين أمنيين من الـ 32 المتأهلين. وأدت هذه القمة إلى إنشاء “مركز دولي للتعاون الشرطي” سيكون بمثابة منصة لتسهيل تبادل المعلومات بين دولة قطر والدول المشاركة حول الموضوعات المتعلقة بالإشراف على الداعمين والإشراف على العمليات الشرطية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تفقد أيضا
Close
Back to top button