أخبارفي الصميم

التغيرات المناخية وتأثيرها على العالم الثالث                 

ربما يدفعنا الحديث عن تغير المناخ إلى الحديث عن التوازن البيئى ذلك لأن الله عز وجل خلق الكون كله متوازناً وكل عناصر البيئة يتأثر بعضها ببعض في علاقة وثيقة ومترابطة حتى يتحقق الاستقرار والاتزان في الكون .

والبيئة على هذا النحو هى كل ما خلق الله عز وجل ثم سخره للإنسان ليكون خليفة لله عز وجل في أرضه .

ويمكن تقسيمها إلى الغلاف الجوى والمحيط المائى والمحيط الحيوى واليابسة ولقد كان لزيادة الغازات المختلفة الأثر المباشر للخلل في التوازن البيئى والتى تتمثل في ثانى أكسيد الكربون والميثان والكلور والفلور وأكسيد النيتروز والأوزون.

بقلم/ الدكتور علي أحمد جاد بدر

ولقد كانت النشاطات الانسانية والنشاطات الطبيعية الأسباب الأساسية لزيادة هذه الغازات والتى تسمي بالغازات الدفيئة .

وبعيداً عن النشاطات الطبيعية والتى تتمثل في الزلازل والبراكين والنيازك والشهب نلقى الضوء على النشاطات الانسانية وهنا نفرق بين مرحلتين :

مرحلة ماقبل الثورة الصناعية إذ كانت الانبعاثات الغازية في الحدود الآمنة .

ومرحلة ما بعد الثورة الصناعية التى بدأت في بريطانيا 1770م ثم انتقلت إلى فرنسا ثم إلى أوروبا 1830م ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومع نجاح الثورة الصناعية بدأ البحث عن الوقود الأحفورى (الفحم–البترول – الغاز) ثم اندفعت الدول الصناعية إلى استعمار دول العالم الثالث وفي اطار التنافس ثم تصنيع الأسلحة وتطويرها إلى أن وصلت إلى السلاح النووى بما له من تأثير على البشرية جمعاء هذا بالإضافة إلى قطع الغابات والصيد الجائر وكل ذلك عمل على إحداث الخلل في التوازن البيئى مما نتج عنه الاحتباس الحرارى والتلوث والأمطار الحمضية واستنزاف طبقة الأوزون وتغير المناخ.

إذن تغير المناخ هو أحد مظاهر الخلل في التوازن البيئى والثورة الصناعية نشأت في الغرب وتنعم بخيراتها الغرب والولايات المتحدة الأمريكية والدول الصناعية.

وهي السبب الأساس في خلل التوازن البيئى ولقد أشارت الأمم المتحدة إلى أن نسبة الانبعاثات المؤثرة في تغير المناخ من دول العالم الثالث من 3 :4%  من جملة الانبعاثات التى أحدثت الخلل في التوازن البيئى.

هذا الخلل من آثاره الأعاصير والعواصف والفيضانات والجفاف وحرائق الغابات وانقراض بعض الحيوانات والطيور بل وزيادة خصوبة الحشرات المسببة للأوبئة التى تصيب الانسان والنباتات وتعمل على الأضرار بالتنوع البيولوجي والكائنات الحية.

وفي مؤتمر باريس تعهدت الدول الكبرى الصناعية بدعم دول العالم الثالث ب100 مليار دولار لتخفيف أضرار الخلل في التوازن البيئى والتحول إلى الطاقة النظيفة فهل فعلت؟!

هذا يدفعنا إلى أن نوجه رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والغرب والدول الصناعية : كافة الباحثين حول العالم يعلمون أنكم السبب الرئيس للخلل فى التوازن البيئى فضلاً عن دوركم في الرق والاستعمار والحروب والتسابق النووى فأنتم أصحاب الثورة الصناعية الناعميين بخيراتها وكانت السبب الرئيس في الخلل في التوازن البيئى.

ولذا نطالبكم تحديداً:

أولاً: الاعتراف بهذه الجرائم.

ثانياً: التعويض عن هذه الجرائم.

ثالثاً: بناء اقتصاديات العالم الثالث ونقل التكنولوجيا إليه بإعتبار ذلك جزء من تعويضات العالم الثالث المستحقة.

رابعاً: دعم التعليم دون فرض رؤية ثقافية تتعارض مع قيمنا باعتبار ذلك جزء أيضاً من تعويضات العالم الثالث المستحقة.

خامساً: الكف تماماً عن تعديل سلوك العالم الثالث وهويته لصالح الغرب تحت دعوى الحرية والديمقراطية.

وأختم بقول الله عز وجل: ” إِنَّ اللَّـهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button