أخبارالرئيسيةفي الصميم

رأس هنية مقابل استمرار إحترام قواعد الاشتباك

حضارة فارس من الحضارات القديمة التي راكمت إرثا كبيرا على مستوى التدبير السياسي وفي مرحلة معينة من التاريخ كانت تتقاسم العالم مع الرومان ، ولم يتحجم المد الفارسي إلا بظهور الإسلام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب يومها قال كسرى مقولته الشهيرة لقد أحرق عمر كبدي ، ولأن الفرس استوعبوا جيدا طبيعة الصراع مع دولة الإسلام الوليدة فقد أظهروا الإسلام وأبطنوا ولاءهم لعقائدهم ودولتهم البائدة وحين كتب إحسان إلهي ظهير كتابه الشهير السنة والشيعة وحين قدم السيد حسين الموسوي شهادته الصادمة (لله ثم للتاريخ) اكتشف القارئ السني في كل العالم الإسلامي وجها آخر للفارسي المتدثر بعباءة الدين إن كسرى لم ينس أن عمر أحرق كبده وعلم أحفاده أن المعركة مع السنة هي معركة ثأر خالد ، ومنذ الصباح ذو العقيدة الإسماعيلية ونصير الدين الطوسي وابن العلقمي اتضح أن المشروع “الشيعي” لن يكون غير شوكة في خاصرة الدولة الإسلامية بغض النظر عن توجهاتها لأن المعركة معركة ثأر ، ومعركة استرداد حقوق يعتقد أحفاد الأكاسرة أنها ضاعت منهم بسبب المسلمين.

بقلم/ إيمان الفناسي

هذه الخلفية التاريخية حاضرة عند مؤسسي نظام الملالي بقوة وما يسمى اليوم بمحور المقاومة، إنما هو محور يخدم قضايا إيران الإقليمية أولا وأخيرا. ولا ضير عند من تشبع بقيم النفعية الكسروية إن تقاطع هذا المشروع مع مشاريع أخرى ، تحضرني هنا مقولة ساخرة ذكية للإعلامي فيصل القاسم يقول فيها إن إيران تهدد إسرائيل وتعطيها مهلة مائة عام لوقف العدوان على غزة، وإن لم تفعل فإنها ستقصف العراق ، الذين سقطوا في العالم الإسلامي برصاص أحفاد الأكاسرة لا يعدون ولا يحصون وعلى رأسهم صدام حسين الذي حرص مقتدى الصدر على حضور مراسيم إعدامه ، حين يتعلق الأمر بالسنة فإنهم يضربون ولا يبالون في العراق ولبنان وباكستان واليمن وسوريا .

هل ننسى وديان الدماء التي سالت في هذه البلدان خدمة لمشروع امبراطوريتهم العظمى وبالمقابل كم صهيونيا سفكوا دمه منذ بداية صراعهم الإقليمي مع اسرائيل ؟! إن اغتيال هنية اليوم حدث معقد بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا يستبعد ضلوع اسرائيل في ذلك، وهذا ما يؤكده بيان حركة حماس ،بل هو مطلب اسرائيلي كبير وسيحاول الكيان الصهيوني تسويقه كانتصار عظيم ضد المقاومة لكن من مهد لهذا النصر ومن قدم للصهاينة خط سير هنية بعد لقائه مباشرة بالمرشد خامنئي؟ إن الصاروخ الذي أصاب الجولان وضع حزب الله وإيران في مأزق حقيقي خاصة وأن الصهاينة اتهموا إيران بأنها المسؤول الأول عن إنتاج الصاروخ، مثلما اتهموا الحزب بتنفيذ الهجوم.

وكلما ذكر الإعلام العبري عبارة قواعد الاشتباك ورددها الإعلام الفارسي أو إعلام وكلائه يقفز إلى ذهني سؤال كبير هل هناك قواعد اشتباك متفق عليها بين محور الممانعة وإسرائيل ؟ وإذا وجدت هذه القواعد لماذا يستثنى منها الجانب الفلسطيني الذي تنهال عليه الضربات دون احترام لا للقواعد ولا للقوانين الدولية ولا لقوانين حماية حقوق الحيوان حتى ؟!.

إن الضغط على حكومة نتنياهو لا يكمن أن يخفف إلا بنصر مثل نصر اغتيال الزعيم هنية بعد فشل جيشه في استهداف أي من رموز المقاومة في غزة وهذا يعزز فرضية الخيانة في قضية اغتيال هنية والعاروري فكلاهما في ضيافة الفرس وحمايتهم ، إن الضيف والسنوار وزعماء كتائب أبو علي مصطفى والسرايا وغير ذلك من الفصائل لم يغادروا غزة ذات المساحة الصغيرة مثلما لم يغادرها عشرات الأسرى الصهاينة، ومع ذلك فشلت منظومة الاستخبارات الصهيونية في تعقبهم لكنها لم تفشل في اختراق أنظمة الاستخبارات الفارسية المحكمة !!!!!.

ومن هنا يكون السؤال حول خلفيات اغتيال هنية مشروعا هل قدم الفرس هنية ثمنا للحفاظ على استمرار احترام قواعد الاشتباك المعلومة ؟؟؟!

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button