أخبارالرئيسيةالمرأة

“اللحسة الصحراوية” تهدد صحة نساء المغرب

يشهد المغرب ارتفاعا في رواج مفاهيم ضيقة وغير صحية حول معايير الجمال، حيث يتم ربط جمال المرأة بشكل متزايد بوزنها، ما يدفع العديد من الفتيات والنساء إلى اللجوء إلى مكملات غذائية ومنتجات مثل “اللحسة الصحراوية”بهدف زيادة الوزن بشكل سريع ومحدد.

هذه الظاهرة التي تتنامى بشكل كبير تمثل تهديدا صحيا حقيقيا قد تكون عواقبه وخيمة على المدى الطويل.

يشير العديد من الخبراء إلى أن هذه المنتجات، سواء كانت أصلية أو مزيفة، قد تكون لها آثار جانبية خطيرة. فبينما تعد المكملات الغذائية الأصلية مثل “اللحسة الصحراوية” قادرة على زيادة الوزن من خلال زيادة استهلاك السعرات الحرارية والدهون، إلا أن هذه الزيادة غالبا ما تكون غير صحية. الأدهى من ذلك، أن النسخ المزيفة من هذه المنتجات، التي قد تحتوي على مكونات مشبوهة أو محضرة باستخدام أدوية خاصة بالأمراض المناعية، قد تتسبب في مشاكل صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، زيادة احتمالية الإصابة بداء السكري، وحتى خطر الجلطات الدماغية.

وفي هذا السياق، أوضح الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن الزيادة غير الصحية في الوزن باستخدام هذه المكملات تضع الفتيات في مواجهة مخاطر كبيرة. فالمكونات غير المعلومة وغير الخاضعة للرقابة قد تعرض المستهلكات للتسمم أو لمضاعفات صحية لا تحمد عقباها. كما شدد على أن الزيادة في الوزن التي يروج لها هؤلاء المروجون لا تكون صحية، وتكمن خطورتها في قدرتها على الإيهام بتحقيق نتائج فورية في مناطق محددة من الجسم، وهو ما يعد في حد ذاته مغالطة كبيرة.

وفي سياق آخر، فإن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تفشي هذه الظاهرة لا يمكن إغفاله. فالكثير من المؤثرين يستخدمون منصاتهم للترويج لهذه المنتجات بمعلومات مضللة، ما يدفع الفتيات إلى تناولها دون إدراك العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن ذلك.

في هذا الصدد، ترى نسرين، وهي شابة في العشرينات من عمرها، أن المفاهيم التقليدية المتعلقة بالجمال ما تزال تسيطر على عقول الكثيرين، ما يؤثر على قرارات الفتيات فيما يخص صحتهم وجمالهن.

وتؤكد على أهمية تعزيز الوعي بقبول الاختلاف بين الأجسام وعدم الانسياق وراء معايير قديمة ومتخلفة للجمال.بدورها، تعتبر إيمان، فتاة في عقدها الثاني، أن الضغوط المجتمعية تدفع العديد من الفتيات إلى استخدام هذه المنتجات لتحقيق ما يعتبره المجتمع معيارا للجمال. ولكنها تلاحظ أن هذه الفكرة بدأت تتراجع في الدول المتقدمة، حيث لم يعد الشكل الخارجي هو المحدد الأساسي لجمال الفتاة أو فرصها في الزواج.على ضوء ذلك، يعد التعليم ونشر الوعي الصحي من أهم الوسائل للتصدي لهذه الظاهرة. يجب على المؤسسات الصحية والمجتمعية تكثيف جهودها لتوعية النساء والفتيات بخطورة استخدام مثل هذه المكملات دون استشارة طبية، والعمل على تغيير المفاهيم المجتمعية المغلوطة حول الجمال. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيز ثقافة قبول الذات واحترام التنوع بين الأجسام يجب أن يكون جزءا أساسيا وفي هذا السياق، بات من الضروري تعزيز حملات التوعية بأخطار هذه المنتجات والترويج لمفهوم الجمال الطبيعي الذي لا يعتمد على مقاييس الوزن، بل على الصحة والعافية. كما يجب على الجهات المختصة اتخاذ إجراءات صارمة لمراقبة المكملات الغذائية المتداولة في السوق المغربية، وضمان سلامتها حفاظا على صحة المستهلكين. فالاعتناء بالجسم يجب أن ينطلق من احترام الذات أولا، وليس من إرضاء معايير مجتمعية مغلوطة قد تؤدي إلى مخاطر صحية جسيمة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button