أخبارالرئيسيةصحافة وإعلام

صحافة البوز: السبق المفضي للتهلكة!

  • سيدي اسباعي-صحفي

ترددت كثيرا قبل اتخاذ قرار بإعداد رد توضيحي، على ما تلقيناه وسمعناه، في فيديو تقدم فيه الزميل أشرف بلمودن بمعطيات مغلوطة عن المنابر الإعلامية بجهة العيون الساقية الحمراء وتلقيها لما أسماه (إعانات بقيمة 600000 درهم)، ولكن بعد أن تلقيت الكثير من الاتصالات، بعضها يسأل عن صحة المعلومة التي تقدم بها أحد الزملاء في قناة “إعلام تيفي”، من زملاء أو أصدقاء خارج المجال المهني.

وتفاعلا مع هذا اللغط الذي أحدثته هذه الخرجة غير الموفقة، لا نرى مانعا من التوضيح، في تقاسم ما تعلمناه ونحن طلاب حينها ندرس الصحافة والإعلام، حيث أوصانا أساذتنا بأن التحقق من المعلومات أو المعطيات التي نتوصل بها، أمر في غاية الأهمية من حيث المصداقية والمهنية والنزاهة، وهنا كان الأجدر بكم عزيزي أشرف – على الأقل – أن تتواصل مع مسؤولي المنابر الإعلامية التي ادعيتم أنها تتلقى إعانات مالية من طرف مجلس جهة العيون.

وحتى لا تتحجج يا أشرف بأن هذا الرد هو دفاع من مستفيد يدافع عن استفادته من جهة العيون أو جماعتها، فإننا ندعوك إلى تقديم وثائقك التي تثبت تورط منابر العيون الإعلامية في طلب سقط المتاع.

أدعوكم زميلي إلى تحري الصدقية عوض إطلاق التهم جزافا، أو آتوا ببرهانكم إن كنتم صادقين، وأحطيك علما أن الوثائق التي اعتمدتها هي نفسها التي بحوزتي، بل أكثر من ذلك ومن نفس المصدر.

أما بخصوص 600000 درهم التي تحدثت عنها في الفيديو، واعتبرتها إعانات مالية مخصصة للمنابر الإعلامية بالجهة، فما أعرفه أن الإعانات تندرج في سياق تدخل الجهة في الشق الاجتماعي، والمبلغ المتحدث عنه ليس موجوداً بذلك الشق، لأنه وبكل بساطة نحن لا ننتمي لفئة “الأرامل والمطلقات” مع احترامنا واجلالنا لهذه الفئة ولمعاناتها مع العوز والفقر، الذي يعتبره صديقنا ريعا يجب القطع معه، أو غيرهما من الفئات الهشة، لنستفيد من الإعانات الاجتماعية.

وبعد البحث الذي يقتضيه الواجب المهني، وصلت إلى الوثيقة ذاتها التي عرضت كدليل على صحة ما تقول، تبين بالفعل أن هذا المبلغ موجود، ولكن يا عزيزي هو مخصص في إطار التسيير، والعبارة كما وردت في ذات الوثيقة، “إعلانات إدارات منابر النشر، ادراجات”، وما أؤكده في هذا الجانب هو أن جميع المنابر الإعلامية المحلية، أو على الأقل أغلبها غير معنية بها، وليست لها أية صلة به.

وبشأن سؤالك الساخر، “آش غا يكونوا كيكتبو كاع تم”، لن أواجهك بالطريقة القذافية المعروفة “من أنتم…” وإن كان لي الحق في ذلك، ولكن سأتحلى باللباقة والأخلاق؛ لأنني ما زلت أعتبرك زميل مهنة، ولكن سأختصر جوابك في أن هؤلاء من خيرة أبناء الصحراء المغربية دفاعا عن هذا الوطن، قولا وعملا وممارسة، ولكل منهم قصة وحكاية إنسانية في ساحات الدفاع عن هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعا.

ختاما، أيها الزميل، نحن في عصر السرعة، خاصة فيما يتعلق بالمعلومة الرقمية، وإن كان الأمر لا ينطبق على ما قدمته من معطيات، ولذلك من الضروري أن تتعلم كيف تتحقق من المعلومة قبل نشرها، لأن في التأني السلامة ما دامت السرعة تقتل!

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button