أخبارالرئيسيةحضارات

موناكو..إمارة الأثرياء بين الحاضر والحضارة

في قلب البحر الأبيض المتوسط وعلى الحدود بين فرنسا وإيطاليا، توجد إمارة صغيرة تعرف باسم موناكو، وهي بلا شك واحدة من أغنى البقاع في العالم. تمتد موناكو على مساحة لا تتجاوز 200 هكتار، ما يعادل نصف مساحة حي الألفة بالدار البيضاء، وتضم حوالي 38,000 نسمة فقط. ورغم صغر حجمها، فإن وزنها المالي يفوق بـ 50 مرة وزن المغرب إذا قورن بالناتج الداخلي الخام نسبة إلى عدد السكان.
تعد موناكو موطن لأثرياء العالم، حيث يعيش فيها 13,000 مليونير و200 ملياردير من بين سكانها. ومن أشهرهم الأمير ألبير الثاني. هذا العدد الكبير من الأثرياء جعل من شوارع موناكو ساحة استعراض للسيارات الفاخرة وأرقى محلات الماركات العالمية، حيث يأتي الزوار من مختلف أنحاء العالم لتجربة حياة الترف.

تاريخ موناكو حافل بالصراعات والتحولات، حيث شهدت الإمارة عدة حروب وصراعات على السلطة منذ العصور الوسطى. في عام 1297، انفصل أمراء موناكو عن جنوة وأسسوا إمارتهم المستقلة. وعلى مدار ستة قرون، تمتع حكام موناكو بالاستقرار، حتى عام 1848 عندما انفصلت بلدتي Menton وRoquebrune عن الإمارة وانضمتا إلى مملكة سردينيا، ثم أصبحتا جزءا من فرنسا لاحقا. هذا الانفصال كان له تأثير كبير على موناكو، حيث فقدت 80% من أراضيها بالإضافة إلى الموارد الزراعية والضريبية.

أمام هذا الوضع، قرر الأمير شارل الثالث في عام 1863 ابتكار طريقة جديدة لضمان استمرارية الإمارة وتأمين مواردها المالية. فكانت الفكرة الثورية بإنشاء “كازينو مونتي كارلو”، وهو أول كازينو في الإمارة وأصبح وجهة للأثرياء من جميع أنحاء العالم. حقق الكازينو أرباحا هائلة، مما دفع الأمير إلى إعفاء سكان الإمارة من الضرائب، وهو قرار لا يزال ساريا حتى اليوم. ومع تزايد تدفق الأموال على موناكو، توسعت الإمارة وأصبحت تضم الآن ثلاثة كازينوهات كبرى. ولم يتوقف الأمير ألبير الثاني عند هذا الحد، بل استمر في تعزيز مكانة موناكو كواحدة من أغنى الإمارات في العالم، حيث تعد ملاذا للأثرياء الباحثين عن الرفاهية والاستثمار في بيئة آمنة ومستقرة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button