أخباررياضة

الوعود البراقة للنظام الجزائري تصطدم بواقع الرياضة الفاشل

منذ إعلان قائمة منتخب الجزائر لمعسكر شتنبر، لم تتوقف الهجمات على رئيس اتحاد كرة القدم وليد صادي ومجلسه المعاون.
هذه الانتقادات لم تكن موجهة لاختيارات المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، بل جاءت نتيجة الصدمة من وعود المسؤولين التي لم تُنفذ.
وفي تكرار مأساوي لسيناريوهات السياسة الجزائرية، وعود براقة تُطلق أمام الجماهير المتحمسة، لتصطدم في النهاية بجدار الواقع الصلب.

منصة “عين الرياضية” أعادت الجماهير الجزائرية يونيو الماضي، حيث خرج المتحدث الإعلامي للاتحاد الجزائري، سعيد فلاك، بتصريحات رنانة حول نجاح الاتحاد في إقناع ثلاثة مواهب من أبناء المهاجرين في أوروبا للانضمام إلى المنتخب. وكأن الجزائر، التي تعاني في كافة المجالات، وجدت في الرياضة متنفسًا لتحقيق إنجازات وهمية تُلهي بها الجماهير.

لكن سرعان ما تحول الحلم إلى كابوس بعد أن استبعد بيتكوفيتش هذه المواهب من القائمة، مفضلًا تأجيل ضمهم خشية المغامرة بدماء جديدة في تصفيات كأس العالم.
و لم يكن ذلك إلا انعكاسًا للسياسة الجزائرية التي تعجز عن تجسيد وعودها، فتظل التصريحات مجرد حبر على ورق، وعند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان.

تقرير “عين الرياضية” كشف عن حقيقة أخرى، وهي أن الاتحاد الجزائري وقع في فخ تصريحاته الخاصة، خاصة مع قضية مغناس أكليوش. هذا الشاب الذي وجد نفسه في خضم معركة إعلامية وضغوط هائلة بسبب تسريب تفاصيل مفاوضاته مع مسؤولي الاتحاد، ما زاد من تعقيد موقفه وجعله أكثر ترددًا في تمثيل منتخب الجزائر.

وفي النهاية، جاء محمد فارسي، الوجه الجديد في القائمة، وكأنه الخيار الأسهل الذي لا يحتاج إلى معارك دبلوماسية ورياضية مع منتخبات أوروبية كبرى. هذا الخيار، وإن كان ناجحًا في اللحظة الحالية، إلا أنه يعكس فشلًا ذريعًا في السياسة الرياضية للجزائر، حيث تظل القرارات المرتجلة والاستراتيجيات الغبية هي العنوان الأبرز في كل المجالات، وصولًا إلى الرياضة.
إن العجز الذي يظهره الاتحاد الجزائري في تنفيذ وعوده للجماهير ليس سوى جزء من نظام أوسع يفتقر إلى الكفاءة والتخطيط في مختلف المجالات. ا
لرياضة، كما السياسة، أصبحت ميدانًا للوعود الفارغة والتصريحات الزائفة، التي تُسهم في ترسيخ الفشل وتعميق الإحباط بين الجماهير. ومع كل وعد لا يُنفذ، يتأكد للجميع أن النظام الجزائري يسير بخطى ثابتة نحو هاوية الفشل، سواء في السياسة أو في الرياضة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button