أخبارالرئيسيةثقافة و فن

العِملاَق : le géant

بقلم/حسَن الرّحيبي

أو الصّورَة التي أرعبتنا عند دخولنا المدرسة لأول مرّة .

اعتقدنا أنّه يمثل حقيقةً وليس مجرّد خيال لإثارة فزعنا وانتباهنا للاختلاَف وعجَائب الدنيا السّبع !

لكنّ الغريب أنهم صوّروه لنا بأنه كان رجلاً طيّباً ويحبّ الخير . وليس شريراً كما قد يتبادر لأذهان الأطفال .

حين امتلأت أغلب الحكايات التي كانت جداتنا ترويها ليلاً في عزّ ليالي الشتاء المظلمة والباردة . بالأغوال وعفاريت الجنّ مثل قصّة هايْنة والغول الذي اختطفها من الغابة المجاورة .

حين حملت كل فتيات القرية حزم الحطب والأخشاب . بينما تخلفت هَاينة عن الرّكب عندما عجزت عن حمل حزمتها الثقيلة .

لتجد الغول متربصاً بها . فيحملها على ظهره . لكنّ ابن عمّها الذي كان يحبّها كثيراً قاسى كثيراً لتتبع أثرها في بلاد الأغوَال ! فيمرّ على كُدىً des collines مختلفة ألوَانها وأحطامها وأشكالها . وهو يسأل كل كُدية على حدة :

وَا العَݣبة الحمرَا دازت عليك هاينة ؟

هل مرت بكم فتاة جميلة تُسمى هاينة أو لربّما ليلىٰ ؟

أيتها العقَبة الصّفراء ؟ علاَش تصفاري وتخضَاري ؟

حُݣّلني مَا نصفار ونخضَار وهاينة دَازت عليّ !

ثم العݣبة الأخرى التي تليها بلون آخر مغاير للأولى .. إلى أن ينتهي لبلاد ليست فيها رائحة الإنس . أو بنّسنَس حسب وعي الأطفال البدَائي . ليسأل العݣبة الزّرݣة :

وَا العݣبة الزّرݣة مالكي تزراݣي وتصفاري ؟

حُݣّلني مَا نزراݣ ونصفار وهَاينة سَاكنة فيّ !

ليعثر عليها أخيراً وقد خبّل الغول أظافره الطويلة والمتسخة بشعرها الجميل كي تنفلت منه أثناء نومه الذي يدوم ثلاثة أشهر بأنهارها ولياليها !
تحايلت عليه كي يخلصَها من قبضَة الغول الحديدية !

فكان يطوف ليلاً كائماً وحائراً حول ماذا تعشّت هاينة ..

واهاينة هاه ؟

واش عشاك اللّيلة ؟

عشايَا فتاة ورݣادي بين لبنات !

ليردد فرحاً :

افرح آݣلبي افرح !

في اللّيلة الموالية يطوف فوق خيمتها المنعزلة محلقاً في جنح الظلام وهو يسأل حائراً :

وا هاينة هاه ؟

واش عشاك اللّيلة ؟

عشايا نخّالة ورݣادي بين لحوالة !

ليردد حزينا مفجَعاً :

اقرَح آݣلبي اقرَح !

كان ذلك بعد أن التهمه طائر خرافي فاستمر يطوف القرى محلّقاً ومتسائلاً خلال وقت طويل : ماذا تعشّيت يا ليلى ؟ عفواً هاينة ؟ فيفرح عندما يكون عشاؤها لذيذاً ورقادها ما بين الحسناوات . ويقرح ويحزن عندما يحدث العكس .

اختفت الأغوَال من بلادها البعيدة الآن . لتستعمر في النهاية بلادنا وأرضنا على شكل تماسيح وعفاريت . حاربت طيب الذكر عبد الإله بن كيران وقضَت عليه قبل أن يقومَ من مقامه !
بل قبل أن يرتدّ إليه طرفه حسب رواية أخرى !
خُبّيرتي مشات مع الواد الواد .
وأنا بقيت مع اولاد لجواد .
اللّي هما انتما أصدقائي الرّائعين !

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button