أخبارالرئيسيةالناس و الحياة

الموسم الدراسي بالمغرب وعقدة التكليف

نسبة كبيرة من الأسر المغربية؛ تعاني من أزمات عدة في كل بداية موسم دراسي جديد . وذلك نتيجة لعقدة التكليف.

وأقصد بعقدة التكليف أن الأسرة تلزم نفسها فوق طاقتها الإستعابية ؛الأمر الذي يظهر صورة الأسرة المغربية على غير حقيقتها.

ففي المدن الكبرى ؛وغيرها من بعض الأوساط القروية .أصبح الدخول المدرسي كابوس مخيف بالنسبة للأسرة بشكل عام ؛وللطفل المتمدرس بشكل خاص.

حيث يعاني الوالدين من مشاكل إقتصادية؛ وضغوط نفسية عدة أثناء فترة الدخول المدرسي. نتيجة كما سبق وقلت لعقدت التكليف .والرغبة في العيش فوق المستطاع وخارج الإطار الحقيقي للأسرة. ففي مقاربة سوسيو سيكولوجية لللوضع الإقتصادي للأسر المغربية اثناء بداية الموسم الدراسي ؛نجد نسب كبيرة من الاسر تعيش خارج دائرتها الحقيقية. التي قد تكون في حقيقتها متوسطة أو أقل من المتوسط ؛لكن تبدو في ظاهرها أنها في الوضع الإقتصادي المميز .نتيجة لسقوط الأغلبية في فخ التسهيلات والديون والإقتراض. وذلك من أجل حصول الأبناء على تعليم خاص بأثمنة ملهبة وخيالية ؛ومن أجل شراء لوازم المدرسة بأثمنة مرتفعة . إلى جانب توفير مبالغ خاصة بالأكل ليتباهى الطفل على أقرانه أثناء وجبة اللمجة.

كلها سلوكيات تجعل بداية الموسم الدراسي لدى الأهل ؛كبداية معركة ضخمة لإستنزاف الذات . مما يسفر على ضغوط نفسية مدمرة للصحة وللعلاقة بين الأباء والأبناء ؛كالقلق والعصبية والتوثر .والخوف المستمر على مستقبل الطفل أكثر من اللازم . ما ينعكس على الطفل وصحته النفسية و العقلية أيضا.

إذ يعاني أغلب الأطفال من اضطرابات نفسية نتيجة لعقدة التكليف التي تصاب بها بعض الأسر.

فمنهم المصابون بالرهاب الدراسي أو الخوف الشديد من الرسوب أو عدم التميز. وذلك نتيجة للضغوطات التي تمارس عليهم بشكل مستمر من قبل الوالدين. ما يؤثر على جودة التعليم لدى الطفل.

كم يفاجىء الأساتذة في بعض المستويات الإشهادية خاصة بتعرض التلاميذ لنوبات الهلع أو هستيريا الضغوط خاصة في صفوف الفتيات.

إلى جانب تعرض بعض التلاميذ للتنمر؛ ويعود هذا إلى الفروقات الإجتماعية التي صنعها الأباء بغير وعين منهم داخل القسم. فتجد أحدهم له إبن في المستوى الإبتدائي أو الإعدادي ؛يشتري له أغلى ما في السوق من ثياب وهاتف وحاسوب وكمليات وأدوات تسمى بالمميزة ذات الثمن الباهض .فيقول لطفله أنت المميز وانت الافضل وأنت كذا لأنك تملك كل هذا بفضلي أنا. وهو لا يدرك أنه ينمي في نفسية الطفل الصغير الأنانية حس التكبر .مع تمكينه من فكرة من لا يملك ما تملك أنت خير منه وهو لا شيء . فيأتي الطفل متمكنا من. ممارسة التنمر والتعدي على أقرانه. بالمقابل تلك السلوكيات المعوجة تولد في نفسية الأخرين ما يسمى بالكره الإجتماعي والشعور بالعار والدونية .

إن أكثر ما يجب على الأهل الإهتمام به في بداية ونهاية كل موسم دراسي .هو إعطاء الأولوية للصحة النفسية لدى الطفل في جميع المستوايات الدراسية . وتحفيزه بشكل مستمر بعيدا عن الضغوط والتكليف الذي يعرقل الإبداع والإنجاز لدى الطفل.

كذلك الوعي بمعنى العيش في إطارك الإجتماعي الحقيقي .هو وحده المناسب لك. وعليه فأي أسرة تلتجىء للقروض والتسهيلات المالية من أجل توفير الكمليات أو الإستهلاك في حقيقتها أعتبرها أسر هشة تعيش الوهم . وغالبا مسارها يكون ملىء بالضغوط. وإن أنتجت يكون إنتاجها ناقص أو معوج .وهذا ماتحدث عنه في المقال السابق عن نظام المرونة .أن يعيش الإنسان مستمتعا عوض أن بكلف على نفسه فوق طاقته.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button