أخبارالناس و الحياة

كيف يسترجع جسمك الصدمة؟

بعد مرور لحظة الصدمة يدخل الجسم في حالة هدؤ عصبي وفكري . ويتصرف الإنسان بطريقة ممكن أن نقول شبه عادية ؛ لكنها ليست عادية إذا تعمقنا فيها.

تجاوز الصدمة لا يعني أن الشخص تعافى من أضرارها ونجى نفسانيا؛ إنما هو نجح في الإستمرار بالحياة والروتين اليومي خاصته. لكن الصدمة هي مخزنة في دواخله على شكل عقد داخل جسده المادي؛ قد تحول إلى ألم أو مرض في المستقبل على مستوى أعضائه. وعلى مستوى الجسد المشاعري تخزن الصدمة على هيئة ملفات تعبر عنها ردات الفعل .

تمتاز الصدمة بقدرتها على الظهور في السطح كردات فعل يقوم بها الشخص؛ بمجرد أن يتكرر الفعل الذي صدمه . أو على هيئة أحاسيس تقوم الأمجدالة بإسترجاعها مشاعريا .فيشعر الإنسان بنفس الألم الذي إستشعره في الوهلة الأولى بحياته. مما يوقف نمو الإدراك لدى الشخص المصدوم؛ و يوقف تطور جسده المشاعري أيضا مقارنة مع الجسد المادي .

فتعرض الشخص لتكرار الموقف الذي صدمته ؛يقوم الجسد بإسترجاع الصدمة الأولى .ويدخل في مرحلة تسمى “الأجهاد اللاحق للصدمة”.

يقصد بالإجهاد اللاحق للصدمة آلة الدفاع النفسي يستعملها الجسد لحظة تكرار المواقف المؤلمة والصعبة لديه؛والرد على تهديدات مماتلة في المستقبل. وتستمر هذه الوضعية لسنوات إلى أن يتم تنظيف الصدمة .

إسمح لي إذا أن أغوص بك ونكتشف معا طريقة إسترجاع الصدمة في الجسم. معروف ان اللوزة أو الأمجدالة الدماغية هي المسؤولة عن تخزين المشاعر المتعلقة بأي حدث أو طارىء. تسمى هذه العملية” بتسجيل التجربة”.

فتعمل على ربط الحدث بالمحفز أثناء الموقف؛مع تعزيز أفراز هرمون التوتر في الجسم . كالكورتزول والنورابينفرين، اثناء عملية التشفير ما يجعل الحدث أقوى .

حاول معي أن تسترجع حدث ما بدماغك كصورة ذهنية متعمقا في تفاصيلها. ثم راقب مشاعرك هل ستتغير أم لا. إن كان الحدث مؤلم تلقائيا ستشعر بالحزن . وكذا إن إسترجعت واقعة مفرحة ستحس بالفرح.

تدعى آلية البقاء هذه الإستجابة المشروطة للتهديد؛ ومنها يتعلم الشخص كيفية الإستحابة لبعض التفاصيل الموجودة أثناء الحدث. يتولد عن هذه الألية مجموعة من الظواهر الجسدية تسمى “إضطراب ما بعد الصدمة” وتشمل:

-القولون العصبي

-الإرهاق

-ضيق التنفس

-توثر العضلات

-ضبابية الرؤية

-القلق والإكتئاب

وعليه أقول أن أي حدث مؤلم لا يمر بحياة الشخص ؛ إلا ويحدث تغير في دواخله . أو ياخد شيء منه . لذلك لابد من مراقبة الذات المشاعرية والإشتغال المستمر على تنظيف الجسد المشاعري والفكري .

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button